رجل غير وجه العالم كما لم يفعل احد من قبله ، غير العالم للافضل بفضل نشاط عقله العلمي المفرط ، اعتقد من شدة عبقريته انه يمكنه تصوير الافكار ، و اعتقد انه يمكنه تسخير قوة العلم لمنع الحرب ، اخترع منطادا اسرع من الصوت ، حصل علي 700 براءة اختراع ، نيكولا تسلا من اعظم العلماء الذين عرفتهم البشرية ، تابعونا لنهاية الموضوع لنتعرف علي صانع القرن العشرين
نيكولا تسلا مخترع و فيزيائي صربي امريكي ، اكتسب خبرة في الهندسة الكهربية قبل هجرته الي الولايات المتحدة سنة 1884 ، للعمل لدي “ توماس اديسون “ ، لكن سرعان ما انصفلا و أسس “ تسلا “ شركته الخاصة لتطوير الاجهزة الكهربائية ، و لد “ تسلا “ في العاشر من يوليو 1856 ، كان والده كاهنا في الكنيسة ، و كانت والدته “ دوكا” لان والدها كاهنا ايضا
كانت لدي “ نيكولا تسلا “ موهبة في صنع الادوات و الاجهزة الميكانيكية ، كان “ نيكولا تسلا “ الرابع بين اخوته الخمسة ، و في سنة 1861 ارتاد “ نيكولا تسلا “ المدرسة الابتدائية و درس الالمانية و علم الحساب و الدين
ثم تتوالي الايام و يعمل “ نيكولا تسلا “ في عام 1882 في شركة “ توماس اديسون “ في اوروبا لتصميم و تطوير الاجهزة الالكترونية ، و في عام 1884 هاجر “تسلا” الي نيويورك حيث وظفه “ اديسون “ للعمل في شركة “ اديسون “ للاعمال الميكانيكية ـ ، بدأ “ تسلا “ في حل معضلات صعبة في العمل ،
و في عام 1885 إدعي “ تسلا “ انه بإمكانه ان يعيد تصميم مولدات و آليات “اديسون “ غير الفعالة بطريقة تضمن الخدمة الجيدة و الكفاءة الاقتصادية ، و قد عقب “ اديسون “ علي ذلك قائلا : سأمنحك 50 الف دولار ان استطعت ذلك ، و كانت شركة “ اديسون” في ذلك الوقت تعاني من شح في السيولة ، و نقص في اجور العاملين
و لكن بعد شهور أنجز “ تسلا “ المهمه و طالب بجائزته ، و لكن تهرب “ اديسون “ بحجة انه كان يمزح ، ورد نصا “ تسلا ، يبدو انك لا تفهم حس الدعابة الامريكية “ ، و عرض “ اديسون “ علي “ تسلا “ علاوة اسبوعية قدرها عشرة دولارات ، اضافة الي راتبه الذي كان ثمانية عشرة دولارا وقتها ، ولكن رفض “ تسلا “ العرض و استقال علي الفور
بعد ترك “ تسلا “ شركة “ اديسون “ ، تشارك مع رجلي اعمال في عام 1886 ، وافقا علي تمويل شركة للانارة الكهربائية سماها “ تسلا للاضاءة الكهربية و التصنيع ، و استخدمت الشركة انظمة اضاءة تستخدم المفاتيح الكهربائية التي صممها “ تسلا “ ، كما صمم مفاتيح تحويل لمحركات الدينامو الكهربائية التي كانت اول براءات اختراع “ تسلا “
و لكن المستثمران لم يكونا مهتمين بالشكل الكافي بأفكار “ تسلا “ حول الانواع الجديدة لاجهزة النقل الكهربائي ، حيث فضلا تطوير المرافق الكهربائية بدلا من اختراع انظمة جديدة ، و من ثم طردا “ تسلا “ بدون ان يحصل علي دولار واحد ، بل و فقد حق التحكم في براءات الاختراع التي حصل عليها
تعرض “ تسلا “ بعدها لفترة اكتئاب شديد ، و كنتان عامين 1886 و 1887 ، فخلال تلك الفترة اضطر “ تسلا “ للعمل كحفار للخنادق مقابل دولارين في اليوم ، بالاضافة الي في عدد من وظائف الصيانة الكهربائية ، لدرجة انه تسائل عن فائدة تعليمه
في عام 1886 التقي “ تسلا “ بالمشرف في شركة “ ويسترن يونيون “ الذي كان علي دراية بكيفية تأسيس الشركات ، و يتبني الاختراعات و براءاتها من اجل الحصول مكاسب مادية ، و “ تشارلز بيك “ المفوض القانوني لنيويورك ، و وافقا علي تمويل تسلا ماديا ، و أسس الثلاثة شركة “ تسلا للكهرباء “ عام 1887 ، ثم أسسوا معملا “ لتسلا “ حيث يعمل علي تطوير و تصميم انواع جديدة من المحركات و المولدات الكهربائية و غيرها من الاجهزة
و في عام 1887 طور محرك يعمل بالتيار المتردد ، و هو النظام الذي بدئت في استخدامه الولايات المتحدة الاميريكية و اوروبا ، لمميزاته في نقل تيار الجهد العالي الي مسافات طويلة ، و حصل “ تسلا “ علي براءة اختراع علي هذا المحرك ، بالاضافة الي تطويره لمحرك يعمل ذاتيا دون الحاجة الي مبادل كهربائي ، و بالتالي لا يحتاج الي انتاج شرارة انطلاق و لا يحتاج الي الصيانة الدورية
كان “ تسلا” عالما لامعا ، و قدم العديد من الاختراعات و الابتكارات الرائدة في عصره و اليكم بعض اختراعاته
اخترع ملف تسلا
، هو محول يُستخدم لانتاج كهرباء عالية الجهد ، و بالنسبة للمراقبين ، يبدو هذا الجهاز عند تشغيله كما لو ان البرق ينطلق في الهواء ، يتكون لولب تسلا من ملفين اولي و ثانوي ، و لكل منها مكثف خاص به لتخزين الطاقة الكهربائية يتم توصيل الملفين و المكثفات و يتم تشغيله بواسطة مصدر عالي الجهد ، و يمكن للجهد العالي الناتج ان يضئ المصابيح الفلورية علي بعد عدة اقدام دون توصيل الاسلاك
جهاز الارسال المكبر
اراد “ تسلا “ بملفه ان يكون جزءا من نظام طاقة لاسلكي ، فمن خلال سلك متصل بالمرنان حول مختبره ، غمر تسلا هذا المختبر بالطاقة الكهرومغناطيسية ، و تمكن من اضاءة مصباح الفلورسنت المحمول بيده ، لان الجهد الكهربائي المرسل عبر الهواء ، كان كبيرا بما يكفي لاحداث تدفق تيار ً
و يقال ايضا انه باستخدام جهاز الارسال المكبر ، تمكن من اضاءة مجال من المصابيح علي مسافة كيلومترا
الراديو
قبل ان يحترق مختبره ، اكتشف “ تسلا “ انه يمكنه استخدام ملفاته لارسال و استقبال اشارات راديوية قوية ، و بحلول عام 1895 ، كان جاهزا لارسال اشارة علي بعد خمسين ميلا من معمله ، لكن الحريق في مختبره لم يجعله يبدأ التجربه ، و اثناء اعادة بناء مختبره ، حصل مختبر شاب ايطالي يدعي “ ماركوني” علي اول براءة اختراع للتلغراف اللاسلكي ، و عندما كان “ ماركوني “ يستخدم جهازه لنقل الاشارات لمسافات بعيدة ، كان يستخدم مذبذب تسلا لنقل تلك الاشارات
التيار المتردد
يعتبر التيار المتردد اعظم انجازات العالم “ تسلا “ علي الرغم من انه لم يكن مخترع التيار المتردد ، الا انه جعله سهل الاستخدام علي نطاق واسع ، تسمح طاقة التيار المتردد بارسال الكهرباء الي مسافات طويلة بكفاءة أكبر ، اشترت شركة “ وستينغوس “ براءات اختراع التيار المتردد من “ تسلا “ و استخدمتها بتوفير الاضاءة في معرض شيكاغو العالمي
فقد فازو بالعقد و كانو قادرين علي توفير الطاقة بحوالي 150 الف دولار ، وهو اقل من تكلفة توفير الطاقة باستخدام التيار المستمر
في عام 1943 ، عن عمر يناهز الـ86 عاما ، توفي “ تسلا “ في غرفته في فندق نيويورك ، و تم العثور علي جثته في غرفة رقم 3327 ، و قام مساعد الطبيب ويمبلي بفحص الجثة و أقر ان سبب الوفاة كان انسداد في شرايين القلب ،
مهارة “ تسلا “ الفطرية الواضحة في الاختراع و خياله الذي لا ينطفئ ، جعلاه واحدا من اكثر المخترعين غزارة و عبقرية في عصرنا ، و قد اخترنا عددا قليلا من اختراعاته الكثيرة لعرضها ، و ليست سوي غيضا من فيض عبقرية لا مثيل لها في عصره و ربما في عصرنا
اخبرونا برايكم في التعلقات حول حياة اعظم مخترع في القرن العشرين ، و ارسلوا لنا ارائكم و اقترحاتكم علي صفحاتنا علي مواقع التواصل الاجتماعي ، و اخبرونا بمواضيع تربدون مقالات عنها