مجموعة من اللصوص نفذوا اكبر و اضخم عملية سرقة بنك في اميركا ، نفذوا عمليتهم بطريقة احترافية و معقدة ، و لكنك ستتعجب من بعض الاسباب التافهة التي وقعوا فيها بسبب استعجالهم علي الهروب ، تابع هذا الموضوع لتتعرف علي اخر القصة.
في مدينة ” لوس انجلوس ” عام1972 ، حاول مدير بنك ” يونايتد كاليفورنيا ” ان يفتح خزنة البنك و لكن الباب لم يفتح معه ، فتجمع عددا من الموظفين ليحاولوا فتح الباب الذي عندما استيئسوا من فتحه ، تواصلوا مع الشركة المصنعة له ليجدوا حلاً لتلك المشكلة ، و عندما وصل الفنى الي البنك
بدا في محاولته لفتح الباب الصلب ، و كانت الارقام السرية صحيحة و كل ترس من التروس المسؤولة عن فتح و غلق الباب في موضعها الصحيح ، مما اثار الشك داخل الفني مما اذا تعرضت الخزنة للسرقة ام لا ، فطلب من مدير البنك ان يصعد فوق السطح و يري موقع الخزنة من سطح البنك
و عندما صعد الي الاعلي و جد فتحة دائرية في سطح المبني فوق الخزنة مباشرة ، و رأي الجدار المعزز بالحديد الصلب لحماية الخزنة مهشم ، حينها عرف ان الخزنة قد تعرضت للسرقة ، بمجرد دخوله من خلال الفتحة التي تركها اللصوص في سقف الخزينة ايضا ، وجد كل شئ مسروق و وجد مفك براغى بين تروس الباب يمنع فتحه من الخارج حتى يتأخر موعد كشف السرقة
و بعد وصول الشرطة التى بدأت في البحث عن حل للقضية بأسرع وقت ، توصلت الي ان اللصوص اطفئوا اجهزة الانذار المتطورة التي تحيط بالخزنة ، فكان يوجد نوعين من الانذارات مستخدم في التأمين ، احدهم مثبت خارج جدار البنك لاصدار صوت عالي جدا بمجرد تعرض الخزنة لأي تهديد
فوجد المحققون ان العصابة قد طلت جرس الانذار بمادة بمجرد تعرضها للهواء تتصلب سريعا و تصبح مثل الاسمنت ، فوجدوا جهاز الانذار متصلب و لا يتحرك بسبب شدة صلابة المادة المغطى بها ، و وجدوا بالصدفة بجوار هذا الانذار سلم معدني كبير ملقى علي الارض استخدمته العصابة في الصعود الي اعلى المبنى
اما الانذار الثانى فكان مثبت في سقف الخزنة ، و بمجرد ان صنعوا ثقبا في جدار البنك ، استغلوا وجود مسافة صغيرة بين سقف الخزنة و سطح المبنى ، كانت مخصصة للكابلات و مرور الهواء ، و بها كان مثبت جهاز الانذار الثاني الذي كان يرسل اشارات الي قسم الشرطة
و لكن احد اللصوص كان بارعا في تحديد اي كابل يرسل الاشارات الي الشرطة و قام بقطعه و توصيله مرة اخرى بطريقة تجعله يعمل كما كان و لكن بدون ان يرسل اي شئ ، و وجدت العصابة نفسها امام جدار خزنة بسمك 40 سم مدعم بالحديد الصلب ، فقاموا بعمل ثقب صغير من خلاله وضعوا ديناميت
و حتى لا يكون صوت الانفجار جالبا للاصوات ، قامو بوضع الكثير من الاكياس المليئة بالرمال لتمتص صوت الانفجار و تجعل القدرة الانفجارية تتجه للاسفل حتى لا يتأذيي منهم احد ، و بالفعل نجحت تلك الخطة ، و لكن الانفجار لم يؤثر علي الحديد الصلب الذي كان يدعم السقف
فكانوا يحضرون معهم لهب يعمل بغاز الاسيتيلين المستخدم لقطع الحديد ، فهم كانوا يخططون لكل شئ بشكل عبقري ، و عندما عرف المحققون كيف اخترقوا الخزنة ، جاء دور البحث الجنائي ليصل الي اي دليل تركوه خلفهم يساعد علي القبض عليهم ، و لكن لم يترك العصابة اي دليل خلفهم
سوى جورب و قطعة الحديد من الدريل المستخدم في حفر السطح ، ولكن لم يجدوا بصمات علي تلك الاشياء ، فقرروا ان يحققوا مع اصحاب الصناديق المسروقة و استطاعوا تقدير مبلغ السرقة بثمانية مليون دولار ، و كان ذلك المبلغ يعتبر اكبر عملية سرقة في اميركا في عام 1972
فتوجهت الشرطة الي المتاجر التى تبيع الاشياء المستخدمة في العملية مثل اللهب و السلم المعدني و اكياس الرمال ، و يسألو عن اي علامات علي الاشخاص الذي اشتروا تلك الاشياء ، و لكن لم يصلوا الي حل و هنا ادرك المحققون انهم امام اكبر عملية سرقة في تاريخ اميركا بدون اي دليل
فانتقلت القضية الي الـ ” اف بي آي ” الذي ارسل تفاصيل الجريمة لباقي المكاتب الاخرى ، و جائهم من ولاية اوهايو تقرير يفيد بان هم ايضا يحققون في قضايا تشبه تلك القضية ، و بانهم يمتلكون قائمة طويلة من المشتبه بهم ، الذين لم يقبضوا عليهم بسبب عدم وجود دليل يقني ضدهم
المسافة بين ” لوس انجلوس ” و ” اوهايو ” تزيد عن 3000 كم ، لذلك راجعوا سجلات المسافرين من اوهايو الي لوس انجلوس عبر الطائرة ، فاستطاعوا ان يحصلوا علي 6 اسماء موجودة في قائمة مكتب اوهايو ، و قد وصل هؤلاء الاسخاص الي المدينة قبل ايام من السرقة
عرض المحققون صور المشتبه بهم للسائقين خارج المطار فتعرف عليهم احد السائقين و اوصلهم الي المكان الذي نزلوا به ، نزلوا في بيت يعود الي شقيق رئيس تلك العصابة ، و بالتحقيق معه انكر كل شئء و عرفوا منه انهم لم يسكنوا في بيته ، فاتجهوا الي الفنادق المحيطة ، و بعرض صورهم علي موظف الاستقبال تعرف علي احدهم
و بالبحث في اوراق التسجيل وصلوا الي ارقام سيارة الشخص الذي حققوا معهم منذ قليل ، فمن هنا عرفوا انه كان معهم اثناء سرقة البنك ، فتتبعت الشرطة سجلات المكالمات التي اجريت في غرفة العصابة ، فوجدوا رقم كان يتواصل معه ريس العصابة كثيرا ، يعود هذا الرقم الي ضابط سابق في القوات الخاصة
فذهبوا اليه و عرف اثنين من العصابة وقال بانه تجمعه بهم صداقة ، و باقي الصور تذكرها لانهم اجتمعوا في بيته و اعطوه 100 دولار حتي يتركهم يتحدثون بمفردهم قليلا ، و اخبرهم انهم تركوا سيارة في قبو المنزل الي الان ، و اثناء قيامهم لمعاينة السيارة ، اتصل احد افراد العصابة و المقرب من هذا الظابط السابق
و اخبره اذا كان قابل احد المحققين ام لا ، لانهم يتتبعون اثرهم ، هنا قال لهم انهم لم يري اي محقق ، و اصبح في صف مكتب ال” اف بي اي ” من جديد ، و اخبره بانه لن يفضح امرهم ، فاخبره ان يريد ان يقابله اليوم و يأخذ سيارته ، فخمن احد المحققين انه يريد ان يخطف الضابط السابق لانه لاحظ وجود سيارة المحققين امام المنزل
و انه يراقب المنزل و كانت هذه المكالمة ليطمئنه فقط ، فأخرج المحقق ورقة وكتب بها ان يقابله في مكان عام و اعطاها للضابط ، فاخبره بطلبه و اتفقا علي المقابلة في مطعم مشهور ، و عندما بدء القاء في المطعم ساله الضابط السابق صديقه الذي ساعد في تنفيذ العملية ، و علي الفور اشار فرد العصابة هذا بان هذا اقل شئ عنده بكل فخر
فدخل الضابط السابق الي الحمام ليقابل احد المحققين و اخبره بذلك ، و سرعان ما انتقل الضابط السابق رفقه صديقه من العصابة الي المنزل ليأخذ السيارة ، فتم القبض عليه و علي الضابط السابق حتي لا يعرف انه كان يساعدهم ، و اثناء التحقيق معه رفض الادلاء بأي معلومات
و لكن بالبحث في سيارته وجد المحققين جورب يد مثل الذي رآوه في الخزنة بالاضافة الي بعد ادوات الحفر مثل المستخدمة في حفر سطح البنك ، و هنا تاكدت الشرطة من انهم و صلوا الي الخيط المؤدي لحل القضية ، و اثناء العودة الي سجلات الاتصالات التي كان رئيس العصابة يجريها داخل الفندق
و جدوا رقم تابع لوكالة مختصة بتاجير العقارات ، فتواصل معها المحققون و عرفوا انهم كانو يستأجرون منزل في ذات اسبوع ارتكابهم للجريمة ، و اثناء تفتيش المنزل لم يجدوا اي اثار للبصمات ، في الشقة بسبب انهم استخدموا مطهرات كيميائية تمسح البصمات بشكل كامل
و اثناء هذا اليأس من المحققين في حل تلك القضية ، وجد احد المحققين غسالة الاطباق مليئة بالاطباق و الادوات المنزلية التي استخدموها ، و بمسح تلك الادوات تم العثور علي بصمات باقي افراد العصابة و بمطابقتها مع قائمة المشتبه بهم ظهرت النتيجة لتؤكد انهم مرتكبن واقعه السرقة
و تم اصدار حكم باعتقالهم و سقطوا فردا بعد فرد ، بسبب كسلهم عن غسل الاطباق ضحوا بغنيمة ضخمة تقدر بالملايين ، و انتهت القصة و اغلق التحقيق
اخبرونا برايكم في التعليقات حول حلقة اليوم ، و لا تنسوا ان تتابعوا غموض و حقائق علي صفحات التواصل الاجتماعي