هل تعلم ان فرنسا التي لا تترك فرصة تستطيع من خلالها محاربة المسلمين ، كانت ستصبح قاعدة للمسلمين ، كانت ستصبح فرنسا ولاية تابعة للاندلس و هي في قلب اوروبا ، و لكن عندما ازداد توغل المسلمين الي قلب اوروبا ، اندلعت معركة غيرت مسار التاريخ ، و كانت بمثابة الحاجز امام المسلمين لجعل الدين الاسلامي هو الدين الرسمي لاوروبا ، معركة بلاط الشهداء تابعونا للنهاية لتتعرفوا علي تفاصيل تلك المعركةالتي غيرت نتائجها وجه التاريخ
بعدما قام المسلمون بفتح الاندلس ، بواسطة “ طارق ابن زياد “ و موسي ابن النضير “ عام 92ه 711 ميلاديا ، اتجه انظار الفاتحين الي وسط اوروبا ، حين تولي ” عمر ابن عبد العزيز ” الخلافة الاموية عام 99 هـ اختار ” السمح بن مالك الخولاني ” واليا للاندلس وكان ” السمح ” ذو حماس شديد للجهاد و للقتال ، فزدادت الفتوحات في عهده فيما وراء جبال البيرت الفاصلة بين اسبانيا و فرنسا ، و أعاد للمسلمون امجاد الانتصارات بصورة منظمة و جدية ، بعد ان كانت متوقفة لسبع سنوات بسبب رحيل ” طارق ابن زياد ” و ” موسي ابن النضير ” الي الشام عام 95ه
فبدأ “ السمح “ في السيطرة علي مدينة ” أربونة ” ، و حقق انتصارات كبيرة ابرزها فرض سيطرته علي اقليم ” سبتمانيا ” لتصبح قاعدة لانطلاق الفتوحات الاسلامية نحو القارة العجوز ثم توجه الي فرنسا من الغرب و فرض سيطرته علي كل المدن في طريقه ، و توجه نحو مدينة ” طولوشا ” في جنوب غرب فرنسا عام 721م
و عندما علم ” أودو ” حاكم ” أقطانيا ” بزحف السمح تجاه ” طولوشا ” التي تسمي حاليا بـ “ تولوز “ ، قام بتكوين جيشا و استعد لمواجهة المسلمين عام 721ه و بدأت معركة مهيبة ثبت فيها المسلمون ثباتا نادراً رغم قلة عددهم ، و كانوا قريبين من حسم المعركة لصالحهم لولا سقوط ” السمح ” شهيدا في ارض المعركة ، فاضطرب الجيش وبدءت صفوفه بالزعزة
و لكن في ظل تلك الظروف العصيبة ، ظهر ” عبد الرحمن ابن عبد الله الغافقي ” ، الذي اختاره الجيش لادارة الامور ، فعاد بالجيش الي الاندلس بدلا من التعرض للهزيمة المحققة في ذلك الوقت بعد استشهاد ” السمح ” اختلت الامور في الاندلس و اندلعت الفتن فاختار المسلمون ” الغافقي ” و اليا للاندلس حتي يأتي حاكم جديد من قبل الاندلس و كان ” الغافقي ” علي قدر المسئولية ، فاستطاع ان يأكد حكم المسلمين في ” سبتمانيا ” و قواعدها ، و أخمد نيران الفتنة التي اندلعت داخل البلاد
ظل الحال هكذا حتي تولي ” عنبسة ابن سحيم الكلبي ” حكم الاندلس ، و برغم الانسحاب الذي حدث في ” طولوشا ” و استشهاد ” السمح ” ، الا ان ” عنبسة ” كان يريد استكمال الفتوحات الاسلامية باتجاه فرنسا
ففي عام 724م بدء بتجهيز الجيش ، ثم اتجه الي فرنسا التي كانت تعرف ” ببلاد الغال ” فواصل تقدمه مستغلا عدم تعرض جيشه لأية مقاومةحتي وصل الي نهر الصين الفرنسي ، ثم اجتاح مدينة ” أورا ” و ” فيين ” و ” فلانسيان ” و وصل الي مدينة ” ليون ” ، ليقف بجيشه علي بعد 30 كم فقط من مدينة باريس جنوبا
نعم لقد وصل المسلمون الي جنوب باريس و صار فتحها وشيكا ، لكن مع عودة ” عنبسة ” الي الجنوب ، تعرض الي هجوم مفاجئ من الفرنج ، و اصيب بجروح بالغة استشهد علي اثرها
باستشهاده شهدت الاندلس موجات من التمرد الشديد و تولي حكمها 6 حكام ، و لم يستطيعوا السيطرة علي الاوضاع
فتولي ” عبد الرحمن الغافقي ” حكم الاندلس ، لانه كان يمتلك المؤهلات العسكرية و السياسية التي تؤهله لتولي هذا المنصب ، و كان محبوبا من قبل الشعب
و استطاع ان يفرض سيطرته علي امور البلاد و قام بإخماد الفتن ، قبل ان يتجه بنظره نحو اراضي الفرنج ، و من هنا كانت بداية النهاية بالنسبة لوجود المسلمين في اوروبا
و كانت تلك اول خطوة في المأساة التي حلت علي المسلمين في معركة ” بلاط الشهداء ” ، فأثناء استعداد الجيش للاتجاه جنوبا و اثناء ماكان ” الغافقي ” يعد العدة لبدء التقدم نحو باريس
هجم ” القوط ” علي القواعد الاسلامية الشمالية ، مما جعل ” الغافقي ” يضطر الي الذهاب الي الشمال قبل ان يستكمل باقي تجهيزات جيشه
ثم جاء عام 732م و زحف ” الغافقي ” نحو ” باريس ” و استطاع استعادة السيطرة علي المدن التي خرجت عن حكم المسلمين
فاستعاد مدينة ” آرل ” و امارة ” أقطانيا ” ، و حاول ” أودو ” حاكم ” أقطانيا ” ايقاف المسلمين ، فالتقي بهم علي ضفاف نهر ” الدوردون ” ، لكنه هُزم هزيمة فادحة
و طارد ” الغافقي ” الباقي من الجيش حتي استولي علي العاصمة ” برجال ” ، و بذلك اصبحت امارة ” أقطانيا ” في قبضة المسلمين
ففر ” أودو ” الي ألد خصم للمسلمين ” شارل مارتيل ” ، الذي لعب دورا كبيرا في تغيير مسار التاريخ ، فاستقطب الجند من كل مكان و جمع شعبه و جيش مملكة الفرنجة كاملا بالاضافة الي القبائل الجرمانية
فكان لقاء حاسم بين حضارة الشرق و دينها و بين اوروبا كاملة بدينها المسيحي و قوات اوروبية اخري ، خلال لقاء معركة ” تورز ” كما يلقبها الاوروبيون ، في حين سماها المسلمين ” بلاط الشهداء ”
فبعد فتح مدينة ” أقطانيا ” استطاع ” الغافقي ” فتح مدينة ” ليون ” حتي وصل الي ” سيتس ” التي تبعد عن باريس 100 ميل فقط ، و بذلك كان هو القائد الوحيد الذي وصل الي تلك النقطة بجيشه داخل عمق اوروبا
و اثناء تقدم ” الغافقي ” بين مدينة ” تورز ” و ” بواتيه ” ، تفاجأ بجيش ” مارتيل ” الذي كان اكثر من جيشه بكثير
فاضطر المسلمون الي البقاء بجوار نهر ” اللوار ” ، و بتلك الطريقة استطاع ” مارتيل ” فرض مكان المعركة و توقيتها ، و اجبر المسلمون علي البقاء في المكان الذي يريده
فاندلعت المواجهات من اخر شهر شعبان عام 732م لمدة 10 ايام حتي اليوم الـ2 من رمضان ، و رغم الفارق الكبير في العدد بين الجيشين ، فكان جيش ” مارتيل ” 400 الف ، و المسلمين كانوا 50 الف فقط
الا ان المسلمين صمدوا صمودا عظيما تحت قيادة ” الغافقي ” حتي انه في اليوم العاشر رجحت كفة جيش المسلمين و بدا ان النصر سيكون حليفهم
و لكن كان جيش المسلمين مثقل بالغنائم التي اخذوها من المدن التي افتتحوها ، فأدرك ” مارتل ” تعلق المسلمين بالغنائم ، فأمر فرقة من فرسانه باختراق صفوف المسلمين و الحصول علي تلك الغنائم
ليقع المسلمون في الفخ و ينقسم الجيش الي نصفين ، مما تسبب في زعزعة صفوف الجيش ، فحاول ” الغافقي ” اعادة ترتيب صفوف الجيش ، ولكن اصابه سهم قاتل فسقط شهيدا
فعم الاضطراب بين المسلمين و اشتد قتال الفرنج عليهم و انتهت المعركة بهزيمة مروعة للمسلمين ، و اطلق عليها ” بلاط الشهداء ” نظرا لكثرة القتلي في صفوف المسلمين
و كانت هزيمة ” بلاط الشهداء ” نقطة فارقة في تاريخ اوروبا حيث كتبت شهادة وفاة التمدد الاسلامي نحو اوروبا
اخبرونا برايكم حول الموضوع و حول تعلق قلب المسلمين بالغنائم ، و لا تنسوا ان تتابعوا غموض و حقائق علي صفحاتنا علي مواقع التواصل الاجتماعي ، لترسلوا لنا ارائكم و اقتراحاتكم ، و اخبرونا في التعليقات بمواضيع شيقة تريدون مقال عنهم.