الخميس, نوفمبر 21, 2024
No menu items!
الرئيسيةتاريخ وحضاراتمعركة بلاط الشهداء لماذا هزم المسلمون في المعركة التي غيرت وجه التاريخ

معركة بلاط الشهداء لماذا هزم المسلمون في المعركة التي غيرت وجه التاريخ

هل تعلم ان فرنسا التي لا تترك فرصة تستطيع من خلالها محاربة المسلمين  ،  كانت ستصبح قاعدة للمسلمين  ، كانت ستصبح فرنسا ولاية تابعة للاندلس و هي في قلب اوروبا  ،  و لكن عندما ازداد توغل المسلمين الي قلب اوروبا  ،  اندلعت معركة غيرت مسار التاريخ  ،  و كانت بمثابة الحاجز امام المسلمين لجعل الدين الاسلامي هو الدين الرسمي لاوروبا  ، معركة بلاط الشهداء  تابعونا للنهاية لتتعرفوا علي تفاصيل تلك المعركةالتي غيرت نتائجها وجه التاريخ

بعدما قام المسلمون بفتح الاندلس ، بواسطة “ طارق ابن زياد “ و موسي ابن النضير “ عام 92ه 711 ميلاديا ،  اتجه انظار الفاتحين الي وسط اوروبا  ، حين تولي ” عمر ابن عبد العزيز ” الخلافة الاموية عام 99 هـ  اختار ” السمح بن مالك الخولاني ”  واليا للاندلس وكان ” السمح ” ذو حماس شديد للجهاد و للقتال  ،  فزدادت الفتوحات في عهده  فيما وراء جبال البيرت الفاصلة بين اسبانيا و فرنسا ،  و أعاد للمسلمون امجاد الانتصارات بصورة منظمة و جدية ،  بعد ان كانت متوقفة لسبع سنوات بسبب رحيل ” طارق ابن زياد ” و ” موسي ابن النضير ” الي الشام عام 95ه

فبدأ “ السمح “ في السيطرة علي مدينة ” أربونة ”  ،  و حقق انتصارات كبيرة ابرزها فرض سيطرته علي اقليم ” سبتمانيا ”  لتصبح قاعدة لانطلاق الفتوحات الاسلامية نحو القارة العجوز ثم توجه الي فرنسا من الغرب و فرض سيطرته علي كل المدن في طريقه  ،  و توجه نحو مدينة ” طولوشا ” في جنوب غرب فرنسا عام 721م

و عندما علم ” أودو ” حاكم ” أقطانيا ” بزحف السمح تجاه ” طولوشا ” التي تسمي حاليا بـ “ تولوز “  ،  قام بتكوين جيشا و استعد لمواجهة المسلمين عام 721ه و بدأت معركة مهيبة ثبت فيها المسلمون ثباتا نادراً رغم قلة عددهم  ،  و كانوا قريبين من حسم المعركة لصالحهم لولا سقوط ” السمح ” شهيدا في ارض المعركة  ،  فاضطرب الجيش وبدءت صفوفه بالزعزة

و لكن في ظل تلك الظروف العصيبة  ،  ظهر ” عبد الرحمن ابن عبد الله الغافقي ”  ، الذي اختاره الجيش  لادارة الامور  ،  فعاد بالجيش الي الاندلس بدلا من التعرض للهزيمة المحققة في ذلك الوقت بعد استشهاد ” السمح ” اختلت الامور في الاندلس و اندلعت الفتن فاختار المسلمون ” الغافقي ” و اليا للاندلس حتي يأتي حاكم جديد من قبل الاندلس و كان ” الغافقي ” علي قدر المسئولية  ،  فاستطاع ان يأكد حكم المسلمين في ” سبتمانيا ” و قواعدها  ،  و أخمد نيران الفتنة التي اندلعت داخل البلاد

ظل الحال هكذا حتي تولي ” عنبسة ابن سحيم الكلبي ” حكم الاندلس  ،  و برغم الانسحاب الذي حدث في ” طولوشا ” و استشهاد ” السمح ”  ،  الا ان ” عنبسة ” كان يريد استكمال الفتوحات الاسلامية باتجاه فرنسا

ففي عام 724م بدء بتجهيز الجيش  ،  ثم اتجه الي فرنسا التي كانت تعرف ” ببلاد الغال  ”  فواصل تقدمه مستغلا عدم  تعرض جيشه لأية مقاومةحتي وصل الي نهر الصين الفرنسي  ،  ثم اجتاح مدينة ” أورا ” و ” فيين ” و ” فلانسيان ”  و وصل الي مدينة ” ليون ”  ،  ليقف بجيشه علي بعد 30 كم فقط من مدينة باريس جنوبا

نعم لقد وصل المسلمون الي جنوب باريس و صار فتحها وشيكا  ،  لكن مع عودة ” عنبسة ” الي الجنوب  ،  تعرض الي هجوم مفاجئ من الفرنج  ،  و اصيب بجروح بالغة استشهد علي اثرها

باستشهاده شهدت الاندلس موجات من التمرد الشديد و تولي حكمها 6 حكام  ،  و لم يستطيعوا السيطرة علي الاوضاع

فتولي ” عبد الرحمن الغافقي ” حكم الاندلس  ،  لانه كان يمتلك المؤهلات العسكرية و السياسية التي تؤهله لتولي هذا المنصب  ،  و كان محبوبا من قبل الشعب

و استطاع ان يفرض سيطرته علي امور البلاد و قام بإخماد الفتن  ،  قبل ان يتجه بنظره نحو اراضي الفرنج  ،  و من هنا كانت بداية النهاية بالنسبة لوجود المسلمين في اوروبا

و كانت تلك اول خطوة في المأساة التي حلت علي المسلمين في معركة ” بلاط الشهداء ”  ،  فأثناء استعداد الجيش للاتجاه جنوبا و اثناء ماكان ” الغافقي ” يعد العدة لبدء التقدم نحو باريس  

هجم ” القوط ” علي القواعد الاسلامية الشمالية  ،  مما جعل ” الغافقي ” يضطر الي الذهاب الي الشمال قبل ان يستكمل باقي تجهيزات جيشه

ثم جاء عام 732م و زحف ” الغافقي ” نحو ” باريس ” و استطاع استعادة السيطرة علي المدن التي خرجت عن حكم المسلمين

فاستعاد مدينة ” آرل ” و امارة ” أقطانيا ” ،  و حاول ” أودو ” حاكم ” أقطانيا ” ايقاف المسلمين  ،  فالتقي بهم علي ضفاف نهر ” الدوردون ”  ،  لكنه هُزم هزيمة فادحة

و طارد ” الغافقي ” الباقي من الجيش حتي استولي علي العاصمة ” برجال ” ،  و بذلك اصبحت امارة ” أقطانيا ” في قبضة المسلمين

ففر ” أودو ” الي ألد خصم للمسلمين ”  شارل مارتيل ”  ،  الذي لعب دورا كبيرا في تغيير مسار التاريخ  ، فاستقطب الجند من كل مكان و جمع شعبه و جيش مملكة الفرنجة كاملا بالاضافة الي القبائل الجرمانية

فكان لقاء حاسم بين حضارة الشرق و دينها و بين اوروبا كاملة بدينها المسيحي و قوات اوروبية اخري  ، خلال لقاء معركة ” تورز ” كما يلقبها الاوروبيون  ،  في حين سماها المسلمين ” بلاط الشهداء ”  

فبعد فتح مدينة ” أقطانيا ” استطاع ” الغافقي ” فتح مدينة ” ليون ” حتي وصل الي ” سيتس ” التي تبعد عن باريس 100 ميل فقط  ،  و بذلك كان هو القائد الوحيد الذي وصل الي تلك النقطة بجيشه داخل عمق اوروبا

و اثناء تقدم ” الغافقي ” بين مدينة ” تورز ” و ” بواتيه ”  ،  تفاجأ بجيش ” مارتيل ” الذي كان اكثر من جيشه بكثير

فاضطر المسلمون الي البقاء بجوار نهر ” اللوار ”  ،  و بتلك الطريقة استطاع ” مارتيل ” فرض مكان المعركة و توقيتها  ،  و اجبر المسلمون علي البقاء في المكان الذي يريده

فاندلعت المواجهات من اخر شهر شعبان عام 732م لمدة  10 ايام حتي اليوم الـ2 من رمضان  ،  و رغم الفارق الكبير في العدد بين الجيشين  ،  فكان جيش ” مارتيل ” 400 الف  ،  و المسلمين  كانوا 50 الف فقط

الا ان المسلمين صمدوا صمودا عظيما تحت قيادة ” الغافقي ” حتي انه في اليوم العاشر رجحت كفة جيش المسلمين و بدا ان النصر سيكون حليفهم

و لكن كان جيش المسلمين مثقل بالغنائم التي اخذوها من المدن التي افتتحوها  ،  فأدرك ” مارتل ” تعلق المسلمين بالغنائم  ،  فأمر فرقة من فرسانه باختراق صفوف المسلمين و الحصول علي تلك الغنائم

ليقع المسلمون في الفخ و ينقسم الجيش الي نصفين  ،  مما تسبب في زعزعة صفوف الجيش ،  فحاول ” الغافقي ” اعادة ترتيب صفوف الجيش  ، ولكن اصابه سهم قاتل فسقط شهيدا

فعم الاضطراب بين المسلمين و اشتد قتال الفرنج عليهم و انتهت المعركة بهزيمة مروعة للمسلمين  ،  و اطلق عليها ” بلاط الشهداء ” نظرا لكثرة القتلي في صفوف المسلمين

و كانت هزيمة ” بلاط الشهداء ” نقطة فارقة في تاريخ اوروبا حيث كتبت شهادة وفاة التمدد الاسلامي نحو اوروبا

اخبرونا برايكم حول الموضوع و حول تعلق قلب المسلمين بالغنائم ، و لا تنسوا ان تتابعوا غموض و حقائق علي صفحاتنا علي مواقع التواصل الاجتماعي ، لترسلوا لنا ارائكم و اقتراحاتكم ، و اخبرونا في التعليقات بمواضيع شيقة تريدون مقال عنهم.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات