رجل ظهر من العدم و اصبح من اثري اثرياء دبي ، كان يتابعه علي الانستقرام اكثر من مليونين و نصف المليون شخص ، كان كثيرا ما ينشر صورا لسياراته الفخمة و ملابسه الفخمة و اسلوب حياته الذي كان يظهره انه من الطبقة العليا و من الاثرياء ، الي ان نشر في يوم من الايام صورة علي حسابه و التي ادت فيما بعد بالقبض عليه بتهمه الاحتيال و النصب و الاختراق
تدور احداث قصتنا حول ” رايمون عباس ” الشهير بـ” هاشبابي ” ، الذي ولد عام 1983 في حي نيجري فقير ، لذلك كان الكثير من الشباب في تلك الاحياء يعانون من الفقر و قلة الوظائف ، و مع بداية الالفينات كان الانترنت بدء بالانتشار و دخل الي نيجيريا ، فبالطبع تكونت مجموعات من الشباب لتستكشف هذا المجال الجديد للبحث عن وظائف لم تكن موجودة من قبل و كان من بين هؤلاء الشباب ” رايمون عباس ” الذي انضم الي مجموعه من العصابات الذين كانوا يمارسون اعمال النصب و الاحتيال من خلال ارسال ايميلات وهمية لأشخاص و شركات لديها مال ، و كانت تلك العصابات تضم المئات من الشباب الذين كانوا يتخذون تلك الاعمال وظيفة لهم و يعملون بها بدوام كامل
و انضم لهم ” رايمون عباس ” في سن صغير و نشأ بينهم ، مما عمل علي اكسابه خبرة و تميز عن زملائه الاخرين ، فكان يستطيع وحده ارسال مئات الرسائل الالكترونية التي يجذب بها الضحية ، و كان اكثر زملاءه في الفريق جذباً للغنائم ، و كانت تلك العصابة تعتمد في عملها علي ارسال ايملات عبر ” ياهو ” لذلك كانوا يعرفون باسم الـ ” ياهو بويز “
و لكن بعدما تميز ” رايمون ” و اصبح الافضل من بين افراد الفريق و عرف اساليب العمل و كيفية الايقاع بالضحية ، قرر ان ينفصل عن عصابة الـ ” ياهو بويز ” و يؤسس عمله الخاص به و يصبح هو الـ ” ياهو كينج ” ، و مع مرور الوقت بدء ” رايمون عباس ” يبني عصابته الخاصة ، و لكن طموحه كانت اكبر من ان يمارس عمليات النصب الصغيرة تلك ، فكان يريد ان يبني ثروة هائلة ، و كان يعلم ان ارسال الرسائل الالكترونية تلك قرر ان يطور اسلوبه الذي اعتاد عليه
و اتجه الي تجربة طريق جديد ، فبدء بتكوين علاقات مع الهكرز و دخل اكثر فأكثر الي مجتمعاتهم و تعرف عليهم ، و بدء بالجمع بين عالم النصابين و عالم الهكرز و هذا هو ما صنع كل الاختلاف و ميزه سريعا ، بحيث انضم الي عصابته الصغيرة تلك التي تتكون من اثنا عشر شخصا فقط ، افراد متميزين في مجال الاختراق
و كان يعمل باسلوب مشابه للذي كان يعمل به مع العصابة القديمة ، حيث كانت عصابته القديمة ترسل الرسائئل الالكترونية الي اشخاص مختلفين و يلعبون علي منطقة العواطف الخاصة بهم ، بحيث كانوا يستغلون الطمع و الجشع و العواطف في اصطياد ضحياهم ضعيفة النفوس ، فاستمر ” رايمون ” علي هذا المنوال و لكن اضاف اليه اختراق تلك الايميلات
بحيث كان عمله يعتمد علي اختراق الاشخاص و الشركات بدلا من ارسال الرسائل لهم ، و لكي نوضح لكم اكثر عن كيفية عمله الذي جلب له الثروة و الثراء الفاحش ، تابعوا معنا اول عملية قام بها مع عصابته الجديدة ، حيث قام ” رايمون ” باختراق احدي شركات المحاماة الكبرى التي تتعامل مع كبار الشركات و المسؤولين و تتابع قضاياهم و تقدم خدماتها لهم
و بعد اختراق الايميل الخاص بمدير حسابات تلك الشركة الكبيرة في مجال المحاماة ، ظل يتابع في صمت كل الرسائل الواردة و المرسلة من و الي مدير حسابات تلك الشركة ، و من خلال المراقبة و الصبر ، استطاع ان يعرف ان هناك عميل كبير تم الانتهاء من عمله و سوف يقوم مدير الحسابات بإرسال فاتورة بكافة التكاليف التي ينبغي علي هذا العميل الثري ان يدفعها مقابل الاتعاب
فقام ” رايمون ” بانشاء ايميل وهمي يشبه الايميل الاصلي للشركة و قام بنسخ الفاتورة التي ارسلها المدير الي العميل و قام ” رايمون ” باضافة حسابه هو بدلا من الحساب الاصلي للشركة و قام بالاعتذار للعميل بان الايميل القديم يحتوي علي حساب بنكي خاطئ و لكن تلك الرسالة تحتوي علي الحسساب الصحيح
و بالتاكيد اقتنع العميل من الايميل المزيف لان ” رايمون ” استخدم نفس الفاتورة و نفس الايميل الخاص بالشركه الذي اختراقه من قبل ، و لذلك لم يشك العميل في مصداقية الايميل و قام بارسال كافة التكاليف علي الحساب البنكي الجديد ، و كانت الفاتورة تساوي حوالي ثلاثمائة الف دولار
و بذلك استمر ” رايمون ” باختراق الكثير من الشركات التي تستهدف عملاء اغنياء ، و مع استمراره في اختراق الكثير و الكثير من الشركات و الافراد ، استطاع ” رايمون ” ان يجمع ثروة تقدر بنصف المليار دولار ، بين اموال نقدية و ممتلكات و سيارات فارهة مثل بوجاتي و رولز رويس و فيراري ، و اثناء عمله المستمر هذا كان ينتقل من نيجيريا الي ماليزيا
بسبب جودة الانترنت الاعلي و وجود سبل اكثر ليستطيع من خلالها غسيل امواله و يستطيع الاختفاء من السلطات ، و لكن و مع استمرار نمو عمل ” رايمون ” و تضاعف امواله و اصوله من الاف الدولارات الي النصف مليار دولار ، جعل رغبته في التفاخر و اعلان ثراءه علي مواقع التواصل الاجتماعي تزداد
فلم يقاوم تلك الرغبة الملحة و قام بانشاء حساب له علي الانستجرام و سماه ” هاشبابي ” ، و في البداية كان فقط يقوم بنشر صور له فقط ، بالطبع كان يظهر فيها بالعديد من البراندات العالمية في مجال الملابس و الساعات و الحذية و لكن الي حد ما لم بكن يتابعه الكثيرين
فقام بالتطور اكثر في التسويق لنفسه وانه من الطبقة الغنية ، فقام بنشر بعض المقاطع له اثناء تناوله العشاء في افخم و اغلي المطاعم و اخري و هو بجوار سيارته الافخم في العالم و طائرته الخاصة ، مما جعل المتابعين يزدادون يوما بعدد يوم ، و كان دائما ما يبرر سبب غناءه الفاحش هذا بانه كان رجل فقير من عائلة افريقية فقيرة
و لكنه اجتهد في عمله و استثمر في العقارات و اصبح مستثمر عقاري كبير ، و كانت الصورة الظاهرة للناس انه كان فقيرا و لكنه حارب الفقر و اصبح مستثمر عقارات ، و لكن في الوجه الاخر هو مازال يمارس اعمال النصب و الاحتيال علي الشركات الكبري و يكون ثروته في الخفاء
و عدد المتابعين الذي وصل علي حسابه الي اكثر من اثنين و نصف المليون متابع ، و كان من بين هؤلاء المتابعين شخص يدعي ” مومفا ” وهو ايضا رجل نيجيري سري يعيش في دبي و بني ثروته من خلال الاعمال الشرعية و غير الشرعية ايضا ، فتواصل معه و كونا علاقة فيما بينهم و لكن لم يكن يعلم ان صديقة يعمل بمجال النصب و الاختراق
كان مثل بقية الناس يعرف انه مستثمر عقاري ثري ، فنصحه بالانتقال من ماليزييا الي دبي ، و اقنعه ان الاغنياء هنا يعيشون مستوي رفاهية كبير ، و بالفعل انتقل ” رايمون ” الي دبي و قام بشراء منزل فخم و سيارات فخمة و كان من اثري اثرياء دبي و لم تكن هناك مشاكل حتي الان
لان الظاهر للعامة ان هذا الرجل مستثمر و استطاع ان يكون علاقات مع اثرياء اخرين و بدء يُعرف في دبي و قضي افضل فترات حياته في دبي في مرتبة الـ ” في آي بي ” ، فمع ازدياد ثراء ” رايمون ” و زيادة رغبته في كسب اموال اكثر ، كان يعمل في الخفاء علي اختراق نادي كبير في الدوري الانجليزي و لكن لم يُكشف عن اسم هذا النادي
و كان يخترق ايميل هذا النادي و كان علي وشك ان يستلم اموال احدي الصفقات التي كانت تقدر بمائة و اربعه و عشرين مليون دولار ، تخيل ان يجني هذا القدر من المال في عملية واحدة فقط ، و كان فريقه يعمل علي اكثر من عشرات الالاف من العمليات الاخري ، لذا فكان من الطبيعي ان تصل ثروته الي نصف مليار دولار ، و ان يكون من اثري اثرياء دبي
و لكن فشلت تلك العملية و لم تكتمل و لكن في نفسس التوقيت استطاع اكمال عملية نصب اخري قدرت قيمتها بثلاثة عشر مليون دولار ، هذا لم يكن خيالا هذه الارقام حقيقية ، فمع كل عملية اختراق ناجحة كان يظهر الثراء اكثر فأكثر علي ” رايمون ” و هذا الامر اثار قلق الـ ” إف بي آي ” و هذه الاخيرة كانت تتابع في صمت جميع تفاصيل حياته التي كان ينشرها علي وسائل التواصل
تعرف اين مكانه و تعرف حالته المادية الحالية ، و في احدي الايام قام ” رايمون ” بعمل دعاية لاحدى البراندات الرجالية و بسبب نشره لتلك الصورة علي حسابة الخاص ، استطاعت الشركه ان تربح اكثر من اثنين مليون دولار بسبب صورة نشرها ” رايمون ” علي حسابه و اوضح انه يفضل تلك الماركة العالمية
فكان رد الشركة التي قام ” رايمون ” بعمل تلك الدعايا لها ، قامت بالاحتفال بعيد ميلاده و ارسلت له كيكة عيد الميلاد و عليها تاريخ ميلاده ، و بالطبع نشر صورته معها علي حسابه الشخصي ، فعرف الـ ” إف بي آي ” تاريخ ميلاده و قامت بعمل بحث عنه و عرفت انه سبق له بتقديم اوراقه للحصول علي فيزا للدخول الي الولايات المتحده
و من خلال اجراء المزيد من التحقيق ، توصلت الي رجل كندي من اصول عربية يسمي ” غالب العمري ” و كان هذا الرجل يعمل في غسيل الاموال في اكثر من دولة حول العالم ، وو عندما قاموا بمراقبة هاتفه و جدوا رقم و محادثات بينه و بين ” رايمون ” نفسه ، فعندما عرفوا كل شئ عن رايمون عباس ” و اسمه الحقيقي و عمله
تواصلوا مع شرطة دبي و التي بدورها جهزت ستة فرق من الشرطة و قامت باقتحام منزل ” رايمون ” في دبي ، و وجدوا داخل منزله مبلغ اربعين مليون دولار بشكل نقدي ، و من المعروف في جميع انحاء العالم ان العصابات هم من يضعون الكثير من المبالغ الهائلة بشكل نقدي داخل منازلهم
و مع التحقيق سقط باقي افراد العصابة الاثني عشر ، و تم تسليمه الي الـ ” إف بي آي ” ، و كانت تلك الواقعه في عام 2020 و في الثامن من نوفمبر عام 2022 تم الحكم عليه بالسجن لمدة احدي عشر سنة