الإثنين, ديسمبر 11, 2023
No menu items!
الرئيسيةغرائبأسوأ سنة مرت على البشرية.. لن تصدق ما حدث فيها

أسوأ سنة مرت على البشرية.. لن تصدق ما حدث فيها

سنة مروّعة أتت على الأخضر واليابس و زرعت الفزع في أعماق النفوس. انتشر الرهاب وزادت نوبات الهلع شيوعا فهلك الناس خوفا قبل أن يفتك بهم المرض. الكثير أصيب بالوساوس والأمراض النفسية المزمنة التي قضت على متعة الحياة ونغصت نعيمها. هكذا كانت سنة 2020 و شبح الجائحة الكبرى الذي زلزل الكرة الأرضية وطالت تداعياته الكبير والصغير. ترى هل كانت جائحة الكوفيد أسوأ ما مر على البشرية عبر التاريخ؟ هذا ما ستتعرف عليه خلال قراءتك لهذا المقال إلى النهاية.

 لم يكد العالم يصدق أنه قد خرج من أهوال الجائحة التي عصفت باقتصاد الدول وأتت على ملايين الأرواح، وبدأت علامات التعافي في الظهور رغم ما خلفته الجائحة من آثار نفسية مروعة وهذا ما دفعنا للبحث عن الكوارث التي مر بها العالم على مر العصور. كيف حدثت الكوارث عبر التاريخ؟ وماذا خلفت من آثار؟ وما مدى تأثر سياسات الدول واقتصادها بهذه الأوضاع؟ ترى ما الذي سيحمله الجواب على هذا التساؤلات من مفاجآت. وما هي أسوأ اللحظات والكوارث التي أشارت إليها المراجع التاريخية الموثوقة؟

 تشير كل المراجع التاريخية أن العالم قد مر بأفضع من جائحة كوفيد  الملعونة تحديدا سنة 536 حيث أفاق سكان الكرة الأرضية  على مشهد مرعب لم يكن متوقعا في أذهانهم… ظلام دامس ينذر يقرب نهاية العالم يعم السماء فيحجب أشعة الشمس ويرسم لوحة كئيبة في الأفق. انتشر الذعر و الهلع عند رؤية ذلك المشهد الصادم ولم يجد أحد تفسيرا منطقيا أو سببا محتملا لما حدث سوى فرضية واحدة: أن الحياة قد تنتهي في أي لحظة وأن الفرار لن يجدي نفعا لأن العالم كله أصبح في ظلمة دامسة .

سماء تعلوها الأتربة ولا وجود لضوء الشمس الذي افتقده كل من عابش اللحظة. هل هي الكارثة؟ هل هو دمار العالم والخطوات نحو النهاية؟ ترى مالذي تسبب في هذه الظاهرة الغريبة؟  بعد أن انتشرت الظلمة عبر العالم كانت قد غطت كل الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وازداد انتشار الدخان الداكن، وبالتزامن مع ذلك تتابعت مجموعة متلاحقة من الأحداث الصادمة والغريبة:

 بدأت المحاصيل الزراعية في التضرر نتيجة الظلام فأصابها التلف والفساد ثم عصفت بالعالم أزمة جفاف خانقة جراء غياب الشمس عن أسطح المحيطات وبالتالي تعطل آلية تبخر المياه وهطول الأمطار والنتيجة المباشرة لكل هذا قحط رهيب وانتشار مرعب للمجاعات عبر العالم أدى بدوره إلى فقدان استقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية  وظهور النزاعات والحروب الداخلية. عمت الفوضى وانتشر الفساد واتجهت الأوضاع نحو منحى كارثي حقا ينبئ بقدوم الأسوأ، لم يسبق له مثيل عبر التاريخ. كان السبب المحوري وراء كل هذه الاختلالات الرهيبة حسب ترجيحات العلماء يعود إلى انفجار بركاني ضخم في ايسلندة تفوق قوته وآثاره الساحقة 2000 مليون مرة شدة افجار هيروشيما الشهير! إنه أمر مرعب حقا يثير أقصى شعور بالهلع. أما الآن فدعونا نعود إلى ما تلا هذه الكوارث المتلاحقة من تداعيات؟ لأن الأمر لم يتوقف هنا…

لقد شكل الصدع الذي نتج عن الانفجار العظيم للبركان اختلاط الحمم بالمياه ثم تبخرها مما جعل الرماد المتناثر يستحوذ على الغلاف الجوي ويتمازج مع ذرات الهواء متسببا في تلك الظلمة المرعبة. استبد الخوف بقلوب البشر ثم انتشر الجوع والبرد وكان ظهور جائحة الطاعون الكبرى وهي الأولى من نوعها والأكثر فتكا في التاريخ حيث طالت كل بقاع الأرض .

 عصفت الجائحة بأوروبا والإمبراطورية الرومانية في عهد جاستينيان الأول و من المعتقد حسب المحللين أن يكون الطاعون أو” الموت الأسود” قد انتقل عبر السفن العسكرية والفئران من مصر لينتشر انتشار النار في الهشيم بسرعة فائقة حتى أصبحت الأرض لا تسع الجثث المتناثرة في كل مكان. كان الموت بالطاعون شبحا يطارد الجميع وكان انتشاره في الجسد مؤلما لدرجة لا يمكن تصورها بداية بالإنهاك والحمى والسعال ثم انتشار تورمات فتاكة وغرغرينة تنتهي بالهلاك المحقق مع نسبة تشافي ضئيلة لا تتجاوز الثلاثين بالمئة. مئة مليون كانت الحصيلة المصرح بها لضحايا الطاعون حتى أصبحت الجثث المتعفنة كانت تطفو على سطح المياه جراء تراكمها كما تحللت الكثير منها مما زاد  من تفشي الوباء  وعمت رائحة الموت سماء العالم.

هل تعلم أن عدد الموتى في القسطنطينية وحدها كلن يقدر ب10000 شخصا في اليوم؟ وكلما زادت الجثث كلما زاد انتشار العدوى والتفشي أصبح أكثر فتكا و ضراوة. استفحل الطاعون بحياة البشر فلم يسلم منه لا البسطاء ولا كبار المسؤولين حيث هلك الكثير من الملوك بالداء وعم الحزن أرجاء المعمورة.

بالمقابل شهدت دولة الصين في نفس الفترة أقوى وأشرس المجاعات في تاريخها بعد أن عم الجو غبار أصفر واختلت موازين الجو والقوانين الكونية فأصبح الثلج يتهاطل في شهور الصيف وأصاب المحاصيل التلف والفساد. هكذا كانت سنة 536 سنة الكوارث بامتياز استنزفت الأرواح ومنابع الغذاء والماء فعاش العالم في دوامة مظلمة أوشك الكون فيها على الاندثار. كل هذه الأحداث الرهيبة كانت خلال فترة قصيرة وسنة واحدة انقلبت فيه القوانين الكونية وهلك مئات الملايين وتغيرت كل المعطيات.

 لا شك أن الكثير منا سيتفاجأ بمدى كارثية الأوضاع خلال هذه السنة المرعبة وربما يعود إليه الأمل من جديد بعد أن كان يعتقد أن كارثة كوفيد هي أشرس وأبشع ما قد أصاب العالم. ربما سيتجه العالم نحو الأفضل فكوفيد قد تضاءل الآن وضعف أثره وربما ستكون بداية عهد جديد ودعوة للتفاؤل. ويبقى السؤال العالق في الأذهان: هل يمكن أن يتكرر مثل هذا الوضع؟ وما هي التبعات والخسائر التي قد تتكبدها البشرية إن حصل ذلك؟  

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات