ظاهرة غريبة تسبب ارتفاع درجة حرارة جسد الشخص الي 1500 درجة مئوية، ويمكن ان ينشب هذا الحريق في عضوواحد فقط اويخرج دخان من تحت الجلد في اهون الاحوال، وقد يشمل كل اجزاء الجسم وهذا ما يعرف بالاحتراق الذاتي
الاحتراق البشري الذاتي
، هوعبارة حدوث حريق يشب تلقائيا في جسد الشخص دون اي مسبب خارجي معروف اومحدد، وقد حاولت تحقيقات الطب الشرعي تحليل الحالات المبلغ عنها من حالات الاحتراق البشري الذاتي، وتوصلت الي فرضيات بشأن الأسباب المحتملة، بما في ذلك سلوك الضحية والعادات التي كان يتبعها في نظام اكله، واستهلاكه للكحول وقربه من مصادر الاشتعال، بالاضافة الي سلوك الحرائق التي تستهلك الدهون المذابة
بعض التفسيرات الطبيعية وكذلك بعض الظواهر الطبيعية التي لم يتم التحقق منها، قد اقترحت تفسيرا بشأن تقارير عن حالات الاحتراق البشري تنطوي علي التغاضي عن مصادر خارجية للاشتعال
فالجسد البشري غير قادر علي توليد حرارة تكفي لاحتراقه ذاتيا، فالماء يمثل من 60 الي 70 بالمائة من الجسد، والماء غير قابل للاشتعال، لكن الشخص سيموت من تسمم الكحول قبل ان يحتسي ما يكفي من الكحول كي يؤثر بأدني درجة تجعل الجسم قابل للإشتعال، المادتان الوحيدتان اللتان يمتلكان القابلية للإشتعال داخل الجسم هما، “ انسجة الدهون وغاز الميثان “، وايضا اذا افترضنا انه توفرت أليه لاشعال غاز الميثان، فكمية الغاز قليلة جدا ولا تكفي لايصال دهون الجسد الي درجة الاشتعال
واذا حدث هذا واستطاع غاز الميثان ان يشعل تلك الدهون، ستتكفل المياة التي في كل خلية من الجسم باخماد الحريق، ولن يحقق الانسان الاحتراق الذاتي بهذه الطريقة، فلماذا نشعر بعض الاوقات بحرقة طفيفة تتصاعد في الحلقوم، هل هذا دليل علي احتراق غاز الميثان ولكن الماء تدخل سريعا ؟؟
السبب هنا يكمن في ان هذا الشعور ينتج عندما تصل بعض الاحماض المعدية الي القصبة الهوائية
اسفرت تحقيقات الطب الشرعي
بواسطة المجقق العلمي “ جونيكل “ والمحلل الشرعي “ جون فيشر “، من خلال مشروع بحثي لمدة عامين، يشمل هذا المشروع ثلاثين حالة تاريخية من حالات الاحتراق البشري الذاتي، وتم نشره كتقرير من جزأين في جريدة دولية للمحققون في الحرائق، في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون، اظهرت ان الجثث المحترقة كانت بالقرب من مصادر اشعال، وقد وجدت التحقيقات ان هناك علاقة بين وفيات حالات الاحتراق الذاتي وثمالة الضحية اوعجزه لأي سبب اخر
والذي يمكن ان يتسبب بعدم المبالاة بالحريق، وعدم قدرة الضحية علي الاستجابة بشكل مناسب للحادث، حيث يكون الوقود الحقيقي للاحتراق هوثياب الضحية، ويمكن ان يكون الدمار واسع الانتشار، من خلال حشوالكرسي الجالس عليه الضحية اواغطية الارضيات وما شابه ذلك، ووصف الباحثون في التقرير كيف ساعدت هذه المواد، الدهون المختزنة داخل الجسم، في الاحتراق وتدمير جزأ اكبر من الجسم، مما أسفر عن بقاء الكثير من الدهون المسالة، في عملية دورية تعرف باسم “ تأثير الفتيل “، ووفقا لتحقيقات “ فيشر ونيكل“، لا تصاب الاشياء القريبة من الضحية بالتلف، لان الحريق يميل الي النموالتصاعدي.
وانه يحرق افقيا مع بعض الصعوبة، فالحرائق تحقق الدمار الكبير بواسطة “ تأثير الفتيل “، والاشياء القريبة نسبيا قد لا تكون قريبة بالشكل الكافي لتلتقط النار، كما هوالحال مع غيرها من الاسرار الغامضة.
التفسيرات المقترحة
يحاول بعض العلماء وضع فرضيات توضح سبب هذه الظاهرة الغامضة، ويحاولوا الوصول الي سبب احتراق الجسد البشري دون وجود مصدر خارجي، تشير بعض الفرضيات إلى الحوادث التي قد تبدووكأنها احتراق تلقائي، كانت بسبب مصدر خارجى للاشتعال في الواقع، وكذلك احتمال الاحتراق البشري ذاتيا من دون مصدر اشتعال خارجى منخفض جدا ، “بنيامين ردفورد “ كاتب العلوم ونائب رئيس تحرير مجلة العلوم، يلقي ظلالا من الشك على معقولية الاحتراق البشري الذاتى، إذا كان الاحتراق الذاتى ظاهرة حقيقية وليس نتيجة لشخص مسن أوعاجز يكون قريبا جدا من مصدر لهب.
فلماذا لا يحدث في كثير من الأحيان؟ هناك 5 مليار شخص في العالم، ولكن لا نرى تقارير عن أناس تنفجر فيها النيران بينما يسيرون الشارع، “بلغ عدد سكان العالم 5 مليارات في 1987” ويحضرون مباريات كرة القدم، ويقول باحث الظواهر الخارقة” براين دانينغ” أن قصص حالات الاحتراق الذاتى هي ببساطة الحالات النادرة التي توفى ضحاياها في عزلة ثم تبع ذلك حدوث الاحتراق البطيء من مصدر اشتعال قريب، وأشار كذلك إلى أن تقارير البشر الذين اشتعلوا فجأة ينبغي أن تسمى “قضايا الحرائق التي لم تحل”، مشيرا إلى أن سبب مجهول لا يعني بالضرورة ان الحريق يفتقر مصدر اشتعال خارجي.
جميع الحالات تقريبا من حالات الاحتراق الذاتى ، تشمل الأشخاص قليلى الحركة بسبب التقدم في السن أوالسمنة، بالإضافة إلى حالة صحية سيئة، وهناك احتمال كبير أن يكونوا قد توفوا أثناء نومهم أولم يقدروا على الحركة بمجرد أن اشتعلت فيهم النيران.
وغالبا ما ينظر السجائر كمصدر لاشتعال النار، حيث أن التدخين يسبب واحدة من كل أربع حالات وفاة بسبب الحرائق في الولايات المتحدة، فأسباب طبيعية مثل النوبات القلبية قد تؤدي إلى موت الضحية، فتسقط السجائر، وبعد فترة من بقائها مشتعلة يمكن أن تشعل ملابس الضحية.
وتشير نظرية “تأثير الفتيل” القائلة بأن مصدر لهب خارجي صغير، مثل السجائر والحرق، وحرق ملابس الضحية في المكان، وتقسيم الجلد، وخروج الدهون تحت الجلد، والتي بدورها يتم امتصاصها في ملابسهم المحترقة، وتعمل كفتيل، هذا الاحتراق يمكن أن يستمر لفترة طويلة طالما يتوفر الوقود، وقد تم اختبار هذه الفرضية بنجاح مع الأنسجة الحيوانية ويتناغم ذلك مع الأدلة التي تم الوصول إليها من حالات الاحتراق البشري
جسم الإنسان عادة لديه ما يكفي من الطاقة المخزنة في الدهون ومخازن كيميائية أخرى لحرق كامل الجسم، حتى النحفاء لديهم عدة أرطال من الدهون في أنسجتهم، هذه الدهون بمجرد تسخينها بواسطة الملابس المحترقة، تعمل الفتائل في الملابس مثل فتائل الشمع، ففتائل الشمع تضئ الشمعة والتي بدورها توفر الوقود اللازم لاستمرار احتراق الوقود، البروتين في الجسم يحترق أيضا، ولكنها توفر طاقة أقل من الدهون، مع الماء في الجسم كونه العائق الرئيسي للاحتراق، ومع ذلك فالاحتراق البطيء يدوم لساعات، ويعطي الوقت المياه لتتبخر ببطء
في أي مكان مغلق مثل البيت، هذه الرطوبة ستتكثف في مكان قريب مثلا على النوافذ، لاحظ أن القدم بها نسبة أقل من الدهون، لذلك عادة لاتحترق ، الأيدي أيضا بها القليل من الدهون، ولكن قد تحرق إذا كانت على البطن، والتي توفر جميع الدهون الازمة.
اخبرونا برأيكم في التعليقات حول الاسباب الاخري التي تساعد علي حدوث ظاهرة الاحتراق الذاتي