ارسل الله سبحانه وتعالي الانبياء والرسل الي الناس مبشرين ومنذرين، وقد منح الله عز وجل لكل نبي معجزة لتأييده، و من انبياء الله سيدنا سليمان عليه السلام، بعثه الله عز وجل وسخر له الرياح والجن وعلمه لغة الطيور والحيوانات، تابعونا في هذه الحلقة الشيقة لتتعرفوا علي قصة خاتم سليمان و حقيقة العثور عليه، وتجدر الاشارة الي ان العلماء قد اجمعوا أن هذه القصص ما هي الا خرافة تناقلتها اجيال بني اسرائيل، ولكنها غير صحيحة فهي من الإسرائيليات الموضوعة التي تطعن في الأنبياء و لكننا سنوضحها لكم والله تعالي اعلي و اعلم،
يقال انه خاتم يحتوي علي قدرات عجيبة، يستطيع ان يسيطر علي الانس و الجن و الجماد و الحيوان و يعطي لمن يملكه القدرة علي التواصل مع الحيوانات و الطيور، تداولت عنه قصص و رويات كثيرة، و كيف سُرق و كيف عاد الي صاحبه ، شكله لا يعلمه احد، و حقيقته من الغاز التاريخ، و الاهم هل خاتم سليمان موجود بالفعل، و للاجابة عن هذا السؤال علينا ان نعود الي التاريخ البعيد
اول من ذكر خاتم سليمان هم اليهود، و ذكرت قصة خاتم سليمان في التلمود، و التلمود هو المصدر التشريعي الاول لليهود، اخبرت تلك القصة ان هذا الخاتم به قدرات عجيبة انعم الله بها علي سيدنا سليمان عليه السلام، لاخضاع الجن و الشياطين و التواصل مع الحيوانات
و من مواصفات هذا الخاتم ان اسم الله الاعظم محفور عليه، و اشهر قصة متادولة عند اليهود عن ذلك الخاتم، انه ذات مرة كان سيدنا سليمان في رحلة الي الجنوب الي مدينة سبأ، و كان من المفترض ان يمر بوادي يسمي وادي النمل، و عند الاقتراب من الوادي سمع نملة تنصح قبيلتها ان يدخلو الي منازلهم حتي لا يحطمهم سليمان و جنوده اثناء مرورهم و هم لا يشعرون
ولكن سيدنا سليمان سمعها و قرر تغيير مسار الجيش و تغيير الطريق حتي لا يأذوا النمل، و نتيجة لذلك القرار قضي الجيش وقتا اطول في الرحلة، و نفذت منهم المياه، فأمر سيدنا سليمان من خلال ذلك الخاتم، الجن و الشياطين ان يحفروا آبار بحثا عن المياه
و لكن الجن و الشياطين الذين امرهم سليمان عليه السلام، لم يستطيعوا ان يعثروا علي الماء، فأمر سيدنا سليمان الرياح ان تكوًن سحبا لتنزل ماءا عليه و علي جنوده، و السؤال الان هو مما صنع هذا الخاتم، و في الحقيقة انه ليس هناك اي نص تاريخي يدل علي المواد التي صنع منها ذلك الخاتم
و لكن الروايات اليهودية تقول انه صنع من سبع عناصر هم الرصاص و القصدير و الحديد و النحاس و الذهب و الفضة، و الزئبق، و علي حسب الروايات فان هذه المعادن لها صله بالتحكم بالجن و الشياطين، و علي اغلب الرويات اليهودية المختلفه، فان ذلك الخاتم عليه النجمة السداسية التي اسرائيل فينا بعد رمزا و شعارا لها علي علمها
الحقيقة ان هذا الخاتم لا احد يعلم مكانه حتي الان، تقول بعض الفرضيات انه لم يُعثر علي الخاتم حتي الان بسبب انه غير موجود في الواقع و انه مجرد اسطورة فقط، و فرضية اخري تقول انه لم يعثر عليه احد و لن يعثر عليه احد، و هذا بناءا علي طلب سيدنا سليمان الذي طلب من الله سبحانه و تعالي ان يهب له ملكا لا ينبغي لاحد من بعده
وفقاً لما رواه أهل الكتاب من القصص حول سيدنا سليمان عليه السلام، فإن الله سبحانه وتعالي قد وهب إلي سيدنا سليمان عليه السلام خاتم وجعل به سر قوته وملكه، وقد حاول الشيطان سرقة هذا الخاتم الذي يحوي سحر عظيم، إلا ان سيدنا سليمان عليه السلام كان لا يخلعه عن اصبعه ابداً
وهكذا فشلت جميع محاولات شيطان يدعي صخر في سرقة خاتم سليمان ، حتي جاء يوم ودخل سليمان الي الخلاء للاستحمام وترك خاتمه مع زوجته، فاستغل الشيطان هذه الفرصة وتجسد في صورة نبي الله سليمان عليه السلام وطلب من زوجته أن تعطيه الخاتم، فظنته زوجها واعطته الخاتم
وعندما انتهي سيدنا سليمان طلب من زوجته ان تعطيه الخاتم، فتعجبت من الامر واخبرته أنها قد اعطته له منذ دقائق معدودة، ومن هنا حصل الشيطان علي الخاتم واستولي علي عرش سيدنا سليمان وطرده وزوجته من القصر حتي اصابهما الفقر فعمل سيدنا سليمان في الصيد لكسب قوت يومه
وفي يوم من الايام اراد الله سبحانه وتعالي أن يفقد الشيطان هذا الخاتم، فسقط منه في البحر وغرق ولم يستطع الشيطان العثور عليه من جديد، وبينما كان سيدنا سليمان عليه السلام في عمله يلقي شبكة الصيد الخاصة به في البحر لصيد السمك، التقط سمكة كبيرة فأخذها الي زوجته وطلب منها ان تطبخها، وعندما فتحت الزوجة بطن السمكة وجدت بداخلها خاتم سليمان، واعطته اياه وهكذا استعاد سليمان عليه السلام قصره وملكه من جديد
ولكن علماء المسلمين رفضوا تلك القصة رفضا قاطعا، و استدلوا علي انه من المستحيل ان يتمثل الشيطان في صورة الانبياء، قال الباحث و المفكر الاسلامي “ علي منصور كيادي “ قال ان خاتم سليمان ليس خاتم يلبس في اليد بل خاتما لفظيا و كتابيا، و قال علي منصور الكيادي ان سليمان عليه السلام حينما كان يرسل رسالة الي مملكة اخري، كان الختم هو البسملة، اي انه كان يفتتحها بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم، و بذلك تكون البسملة هي ختم سيدنا سليمان
و اضاف الكيادي الي ان جميع سور القرآن الكريم ماعدا سورة التوبة، مختومة بخاتم سليمان او البسملة، ويشير الدكتور علي منصور، الي ان حضارة سيدنا سليمان بُنيت علي البحر و ليس علي البر،
اختلفت الاقاويل حول مكان وجود خاتم سليمان في عصرنا الحالي، ولكن يقال أنه دفن معه في قبر سليمان عليه السلام في قاع البحر القريب من اليمن، بينما يقول البعض الآخر انه وقع في يد بعض البشر الذين اخفوه ولا يعلم احد حتي الآن من هم، فلم يثبت في نصٍّ شرعيٍّ من القرآن الكريم أو السنّة النبويَّة الصحيحة ما يخبر عن موضع خاتم سليمان أو مكان وجوده، كما أنّ كل الأحاديث التي وردت عن الخاتم بوجهٍ عامٍّ ممّا ضعّفه العلماء، فلم يصحّ عنه حديثٌ، وما تناقلته الكتب هو من قبيل الإسرائيليات التي لم يصحّحها أهل العلم، فمكان الخاتم في علم الله تعالى، وقد يكون مدفونًا مع سليمان عليه السلام
ويجب التنويه من جديد أن قصة سرقة الخاتم لم ترد في القرآن الكريم ولا في اية كتب سماوية، ولذلك فإنه من المرجح أن تكون هذه القصة مجرد اسطورة غير حقيقية، اخبرونا برايكم في التعليقات حول حقيقة هذه القصص و اذا كانت صحيحة فاين اختفي ذلك الخاتم، و لا تنسوا ان ترسلوا لنا ارائكم و تتابعونا علي صفحانتا علي مواقع التواصل الاجتماعي، و تخبرونال بمواضيع شيقة تريدون مقالا عنها