السجن، هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته، والسجن هو طريقة الحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري، ويستند إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد احتجاز األشخاص كإجراء وقائي ، سنتعرف معاً علي أشهر عمليات الهروب التي هزت السجون.
قصتنا تبدء من السجن االمريكي ” الكاتراز ” المعروف انه اشد السجون حراسة في العالم ، و هذا هو السجن الذي سُجن فيه رجل العصابات ” آل كابوني ” عام 1934 ، وما يميز هذا السجن هو موقعه ، حيث يوجد في أعلي صخرة في جزيرة في منتصف خليج ” سان فرانسيسكو ” ، و هذا يجعله من اصعب السجون في محاولة للهرب ، وكان يحتوي علي اخطر و أشرس تجار المخدرات ورجال العصابات في الواليات المتحدة ، كانت محاولة التفكير في الهروب مستحيلة ، ليس بسبب الماء المحيط بالجزيرة وحسب بل بسبب وجود اكثر من 90 جندي مسلح موزعين في كافة انحاء السجن ، ستة ابراج تراقب السجن و الجزيرة طوال 24 ساعه، لكن حاول اكثر من سجين ان يهرب من قبل.
كان عدد محاوالت الهروب 14 محاولة ، بأكثر من 30 سجين ولكن لم يستطيع احد الفرار من هذا السجن مشدد الحراسة ، و في محاوالت الهروب تلك استطاع الحراس القبض علي نصف هذا العدد و الباقي غرق.
المحاولة االولي:
في الحادي عشر من يونيو 1962 استطاع اربعة مساجين الهروب بطريقة عبقرية جدا ، اتفقوا علي الهروب معاً و كان قائدهم سجين يدعي ” فرانك موريس ” ، و اخوين ” جون ” و ” كالرن اينكون ” و االخير كان ” إلين ويست ” ، طوال الشهور التي قضوها داخل ” الكاتراز ” كانوا يستخدمون المالعق و الحديد في عمل مخرج في جدار غرفتهم ألجل الهروب ، وبالفعل استطاعوا عمل مخرج في الجدار و منه الي فتحات التهوية ومنها خرجوا علي سطح السجن ، و بعدها نزلوا الي ساحة السجن ثم عبروا السور المحيط بالسجن ، و المفاجأة انهم كانوا صانعين قارب صغير من مالبسهم المضادة للمطر ، التي كانت توزع عليهم من قِبل الحراس ، فاستخدموها في
صنع قارب لعبور الخليج ، و ليمنعوا أية شكوك في زنزانتهم صنعوا رؤوس مزيفة ، و وضعوها علي آسرتهم ليخدعوا الحراس ، ولكن عندما حل صباح اليوم الثاني بدأوا في البحث عنهم و لكن بدون اي فائدة ، و ليحافظمسؤولو السجن علي هيبة السجن قالو بأنهم ماتوا غرقا اثناء محاولة الهروب و غرقت جثثهم.
و تداولت اخبار أنهم هربوا الي البرازيل ، و في عام 1963 ، نقل األمن الفيدرالي جميع السجناء الي سجون اخري ، ألنه اهتزت صورة السجن ، الن اربعة سجناء هربوا بدون ان يشعر بهم احد ، ولم يجدوهم ، و تحول السجن بعدها الي معلم سياحي.
المحاولة الثانية:
كانت عن طريق ” شوي جابّووك ” الكوري الجنوبي الذي كان معلم يوجا ، وكان يمتلك لياقة بدنية عالية ، فطلب من الحراس ان
يحضروا له مرهم جلدي من نوع خاص ، و دهن جسده بالكامل به ، و هرب في نصف الليل من فتحة دخول اطباق الطعام في وسط باب زنزانته، التي يصل عرضها الي 14 سم فقط ، و استطاع الهروب في 34 ثانية ، و لكن تم القبض عليه بعد ستة ايام فقط، و صمموا بابا خصيصا له بفتحة طعام اقل عرضاً .
المحاولة الثالثة:
لمجرم فرنسي يُدعي ” باسكال ” لديه عقوبة لمدة 30 عام ، لكنه لم يصبر ، البداية كانت عام 2000 حينما كان في ساحة السجن في قسم الرياضة ، و عندها تسلق ” باسكال ” سطح السجن كان صديقه فوق سطح السجن ينتظره بطائرة هليكوبتر ، و القوا له حبالً ليصعد فوق سطح السجن و ركب الطائرة و هرب ، و لكن قبضت عليه الشرطة بعدها بفترة ، و زادوا عليه فترة عقوبته ، و في عام 2003 هرب مرة ثانية ومعه اثنين مساجين ايضا بنفس الطريقة ، و تم القبض عليه في اسبانيا عام 2007 ، و سجنوه في فرنسا وايضاً هرب بنفس الطريقة ، ثالث محاوالت هروب من سجون مختلفة ، و يهرب بنفس الطريقة ، و ينجح بالهرب .
المحاولة الرابعة:
كانت هذه المحاولة تعتبر األبسط و األذكى بين المحاوالت الماضية ، ففي عام 1995 ، كان يوجد ثالثة مساجين في سجن ” بارك هورت ” في جزيرة ” وايت ” البريطانية ، و كانوا يعملون داخل ورشة الحديد داخل السجن ، و بعد تخطيطهم قرروا صنع سلم من الحديد ، و ايضاً كانوا يمتلكون نسخة. من مفتاح احد الحراس الذي كان يفتح به جميع الزنزانات ، و ذلك بمجرد ان رآه احدهم مرة واحدة فقط ، فنجح بصنع مفتاحاً مثله ، و ايضاً صنعوا لهم مسدساً مزيفا ليخدعوا الحراس به اذا فاجأهم احد الحراس اثناء عملية الهروب من السجن ، و في اثناء انشغال الحراس بمراقبة المساجين ، ذهبوا لفتح الباب الخلفي بالمفتاح الذي قاموا بصنعه ، و بعدها تسلقوا السور بالسلم ثم هربوا خارج السجن ، ولكن تم القبض عليهم بعد اربعة ايام .
المحاولة الخامسة:
خالل فترة الحرب االهلية حول األمن الفيدرالي مستودع ” فريتش موند ” لسجن عرف باسم سجن ” ليبي ” ولم تمر فترة طويلة اال وقد سجنوا فيه 1200 شخص من ضباط االتحاد ، و كل االشخاص الذين كانوا مسجونين قضوا فترة سجنهم و هم يخططون للهرب من ذلك السجن ، و لكن جميع محاوالتهم بائت بالفشل اال محاولة واحدة فقط ، فقد استطاع فيها العقيد ” توماس روز ” ان يهرب، عجبت بالطريقة التي هرب بها ، فهي تستحق ان تحمل لقب الخطة العبقرية إلتقانها الشديد ،لدرجة انه حتي الحكومة الفيدرالية أ فالعقيد ” توماس ” لم يخطئ واحداً ، فماذا فعل هذا الضابط ؟؟ خطأ ,قام هو و زمالءه في السجن ، بحفر حفرة اسفل زنزانتهم الي ان وصلوا الي قطعة ارض بجوار السجن ثم بعدها وصلوا الي حظيرة تبعد عن السجن خمسون متراً ، وبذلك استطاع ” توماس روز ” الهرب ، و لكن بسبب ثقته الزائدة في خطته بعدما هرب ، عاد مرة سجن ليساعد زمالءه في الهروب ، و استطاع ان يهرب خمسة عشر سجيناً اخري من خالل هذه الحفرة و من خاللها الي ال ، من نفس النفق و اخرجهم في نفس الحظيرة ، و لم ينته لهم احد من الحراس ، و بعدها باقي السجناء تحمسوا و استطاع ثالث و تسعون سجيناً ش ان بعد فترة اخري استطاع ان يهرب تسع وخمسون سجيناً ان يهربوا بنفس الطريقة ، و بدون معرفة الحراس ، و المده ، لكن
بعد محاوالت الهروب تلك استطاعت الشرطة ان تقبض علي ثمان و اربعين شخصا منهم فقط .