السبت, نوفمبر 23, 2024
No menu items!
الرئيسيةدوليةباحثون يجمعون خلال معرض الكتاب على فرادة الأدب النسائي في الصحراء

باحثون يجمعون خلال معرض الكتاب على فرادة الأدب النسائي في الصحراء

أجمع عدد من الباحثين المتخصصين في الثقافة الصحراوية والتراث الحساني، اليوم الأحد بالرباط، على فرادة الأدب النسائي في الصحراء، بالنظر إلى زخم الذاكرة النسائية في تعاطيها مع مختلف الأجناس الأدبية.

وأبرز هؤلاء الباحثين، خلال لقاء حول “الأدب النسائي في الصحراء”، نظم في إطار لقاءات “الكتابة بالمؤنث” التي تحتضنها فعاليات الدورة الـ28 المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن المرأة تحظى بقيمة بالغة على المستوى الوجودي والإنساني والثقافي في الصحراء، فهي الشاعرة والمُقاِومة وصاحبة الخيمة، مسجلين في المقابل “محدودية” هذه التجربة الأدبية.

واعتبر المتحدثون، في هذا اللقاء الأدبي الذي احتضنته قاعة “الأوداية”، أن تدوين الثقافة الحسانية النسائية لا يزال يعاني العديد من الإشكالات، مرجحين أن يكون “تعثر” تثمين هذا التراث الأدبي قد انعكس على “ندرة وقلة” النصوص والإبداعات بشكل عام بالنسبة للنساء والرجال من المبدعين، ومشددين على دور الإعلام في إبراز نخب الأدب الصحراوي.

وبهذه المناسبة، توقفت الباحثة في الثقافة الحسانية، العزة بيروك، عند “التبراع” باعتباره شعرا نسائيا بامتياز، وهو عبارة عن قصيدة مختصرة جدا ومختزلة، مكتملة المعنى ومشحونة بالكثير من العواطف والشجن بلغة دقيقة تنهل من الحسانية، كما تتميز بالكثير من الضوابط الشعرية، منبهة إلى أنه خاص بالنساء دون ذكر أسمائهن، ولا يمكن للرجال الخوض فيه.

وأشارت بيروك إلى أن المرأة لم تعد، في الوقت الراهن، ترى ضيرا في التصريح باسمها في شعر “التبراع”، معتبرة أن الشاعرة تعبر من خلاله عن مجموعة من القيود المجتمعية، وكلما “زادت القيود زادت قيمة التبريعة”، وبذلك فالنساء على “أجنحة الشعر الحساني” هن باحثات عن منافذ للتغزل بالرجل برؤية أنثوية بالغة الحساسية.

من جهته، أبرز الباحث المهتم بالتراث الحساني، محمد مولود الأحمدي، أن للجنس الأدبي “التبراع” في الشعر الحساني قدرة رهيبة على تكثيف المعنى، وهو يترجم قدرة المرأة على الإبداع وتوفير المعاني في أشطر قصيرة، بينما يحتاج الشعر الحساني إلى أشطر كثيرة للتعبير عن المعنى نفسه.

وبعدما أشاد بإبداع المرأة الصحراوية، أبدى الأحمدي أسفه لما أسماه تعرضها “للظلم”، داعيا الشاعرات إلى تحرير مكنوناتهن الشعرية والدفاع عن الشعر النسائي “كأدب قائم بذاته يضاهي الشعر الحساني الرجالي”، والباحثين إلى دارسة جنس “التبراع” والغوص فيه باهتمام.

من جانبها، أوضحت الباحثة زوليخة بابا، أن الكتابة الروائية في الصحراء “حديث ذو شجون”، مبرزة أن الصحراء ارتبطت بالثقافة الحسانية وبعدة مجالات أهمها الشعر، كما ارتبط السرد بالحكايات الشعبية التي تأتي في سياقات الجماعة، لكن “أن تكتب بمفردك فهذا الذي يغيب في ثقافتنا الحسانية”.

وبعدما سجلت أنه لا فرق بين الأدب النسائي والرجالي، اعتبرت بابا أن “الكاتب حين يكتب فهو يكتب ذاته الإنسانية ويكتب ذاتا أخرى إنسانية”، مستدلة في هذا الإطار بمقولة رولان بارث “الكتابة هي القبض على لحظات هاربة إلى موتها”.

وفي هذا السياق، نوهت الباحثة بالروائيات اللواتي يلامسن موضوع المرأة كذات مبدعة وكموضوع للإبداع، مشيرة إلى بعض الأسماء النسائية التي تناولت موضوع المرأة المثقفة الطموحة التي عاشت تجربة الغربة، وموضوع المرأة التي عانت من سنوات العتمة داخل أسوار المعتقل، على غرار رواية “سيدات الكثيب” لكاتبتها الروائية المغربية البتول محجوب.

وتتواصل فعاليات الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب إلى غاية 11 يونيو الجاري، من خلال برنامج ثقافي مكثف ومتنوع يحتفي بالكتابات الإبداعية الوطنية والدولية في مختلف الأجناس الأدبية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات