أكد السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، عمر زنيبر، أن المغرب يساهم، من خلال تبادل أفضل الممارسات وتطوير الحلول العملية، في بناء مجتمع عالمي أكثر إدماجا وإنصافا فيما يتعلق بالهجرة.
وأبرز زنيبر، في مداخلته، اليوم الثلاثاء، بمناسبة انعقاد الدورة 32 للجنة البرامج والمالية في إطار المنظمة الدولية للهجرة، أن المغرب يعد الداعم الرئيسي للميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي تنسقه المنظمة، موضحا أن الميثاق يضمن كرامة المهاجرين واحترامهم واندماجهم.
وقال إن ميثاق مراكش يشكل حافزا لنجاح تعددية الأطراف من خلال الاعتراف بالدور المركزي للهجرة باعتبارها ناقلا للتنمية والابتكار والازدهار، مضيفا أن موقف المغرب واضح في هذا الصدد، ومفاده أن الميثاق العالمي “قوي ومقنع لأنه يعزز التعاون الدولي القائم على خطاب متوازن وموضوعي”.
ومن هذا المنطلق، ذكر زنيبر بأن المغرب قرر المساهمة في الصندوق الدولي للهجرة في فبراير 2023، في إطار مبادرة غير مسبوقة إلى جانب ألمانيا. وتهدف المبادرة إلى إطلاق رسالة سياسية قوية للتعاون والتعددية الناجحة، في انسجام تام مع روح ونص ميثاق مراكش. وبهذه المساهمة، يصبح المغرب أول مساهم إفريقي وعربي في صندوق المنظمة الدولية للهجرة.
وتعزيزا لإنجازاته القوية في مجال الهجرة، كشف الدبلوماسي أن المغرب التزم بتنزيل 10 “تعهدات” جديدة بحلول العام 2026 من أجل مواصلة التنفيذ الفعال للميثاق.
من جهة أخرى، شدد المتحدث خلال اللقاء الذي عرف تقديم المدير العام للمنظمة لتقرير حول أنشطة 2022، على أهمية إيلاء اهتمام خاص لمسألة تغير المناخ من منطلق أن إفريقيا هي القارة الأكثر تأثرا بظاهرة تنقل المهاجرين بسبب إكراهات المناخ، مع ما يترتب على ذلك من عواقب عديدة على عمليات النزوح القسري وسبل العيش وقدرة المجتمعات على الصمود.
وسجل زنيبر تخصيص المنظمة الدولية للهجرة 30 في المائة من الجزء التشغيلي من ميزانيتها للعمل المتعلق بتغير المناخ واعتبارات الحد من المخاطر.
وخلص إلى أن الهجرة عامل من عوامل الابتكار والازدهار والتنمية المستدامة، كما أن الهجرة الإنسانية والمنظمة تفيد المهاجرين والمجتمعات على حد سواء، مؤكدا أن المغرب سيواصل المساهمة في جهود المنظمة، ولا سيما في دعم الاستجابة للآثار المتزايدة لتغير المناخ وتعزيز السرد الإيجابي عن الهجرة.