إغتيال حسن نصر الله جنوب لبنان

0

في ضربة مفاجئة هزت المنطقة اليوم، اغتيل حسن نصر الله، زعيم حزب الله و من أكثر الشخصيات تأثيرا في الشرق الأوسط، غارة إسرائيلية في جنوب لبنان أنهت حياة الرجل الذي قاد المقاومة لسنوات، وطرح السؤال ماذا بعد؟ كيف سيؤثر هذا الاغتيال على المنطقة؟ وفي ظل هذه الأحداث، ماذا عن حماس، الشريك المقاوم لحزب الله؟ سنستعرض تداعيات هذا الاغتيال على المنطقة، وهل سيؤدي إلى حرب جديدة تشتعل بين حزب الله وإسرائيل؟

خلال هذا التقرير الشامل سنوضح ثلاث محاور رئيسية، المحور الأول و فيه نتحدث عن مسيرة حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغتيل صباح اليوم الثامن و العشرين من سبتمبر، و في المحور الثاني الحديث عن تداعيات هذا الاغتيال و تأثيره على الحزب،  و في المحور الأخير سنوضح من هي حماس و كيف تأسست باعتبارها تتشارك مع حزب الله في الفكر المقاوم و يمثلان التهديد المشترك لإسرائيل

المحور الاول: مسيرة حسن نصر الله

حسن عبد الكريم نصر الله، ولد في ال31 من اغسطس عام 1960 ، نشأ في اسرة شيعية جنوب لبنان، و في سن صغير اظهر اهتماما بالعلم و الدين، و خلال فترة مراهقته انضم الى الحركة الشيعية المعروفة باسم أمل

و في اثناء اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان عام 1982 بدأ نصر الله بالابتعاد عن هذه الحركة و الانضمام الى مجموعة من الشخصيات الدينية الشيعية التي أسست حزب الله بدعم مباشر من إيران وحرسها الثوري

بدأ نصر الله مسيرته داخل الحزب كمسؤل عن منطقة البقاع و هي احدى المناطق الهامة في لبنان، اثبت كفائته و تولى عدة مناصب قيادية داخل الحزب، و اكتسب سمعة قوية كقائد ذكي وماهر

و حدث التحول الكبير في حياة نصر الله في عام 1992، عندما اغتيل الامين العام لحزب الله آنذاك السيد عباس، فوقع الاختيار على حسن نصر الله خلفا له وكان في سن ال32 مما اثار الدهشة داخل و خارج الحزب لصغر سنه نسبيا

و منذ توليه حزب الله قام الحزب بتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد الجيش الاسرائيلي مما أدى الى انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب لبنان منتتصف عام 2000، و اعتبر هذا الانسحاب انتصارا كبيرا لحزب الله و عزز مكانة نصر الله الذي اعتبر رمزا للمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي

فحزب الله يمثل الذراع العسكري و السياسي الابرز لإيران في الشرق الاوسط، و يعتبر نصر الله ابرز الشخصيات المدعومة من قبل طهران، فالعلاقة مع ايران توفر لحزب الله تمويلا و دعما عسكريا و في المقابل ينفذ حزب الله اجندة ايران في المنطقة، و طوال حكم نصرالله للحزب تمكن من تحويله من قوة مقاومة صغيرة الى لاعب اقليمي لا يستهان به

الآن، وبعد استعراضنا لمسيرة حسن نصر الله، التي جعلته رمزا للمقاومة وصوتا مؤثرا في السياسة اللبنانية، علينا أن نتساءل ماذا يعني اغتياله بالنسبة لمستقبل حزب الله؟

المحور الثاني اغتيال نصر الله

عندما نتحدث عن رحيل نصر الله، فإننا لا نتحدث فقط عن فقدان زعيم، بل عن فراغ قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في القوة والنفوذ الذي يتمتع به حزب الله في لبنان والمنطقة. فهل سيظل الحزب بنفس القوة التي عرفناها؟ أم أن الاغتيال سيضعه في وضعية صعبة، وسط صراعات جديدة على القيادة؟ اخبرنا بالتعليقات لنكمل

فاغتيال حسن نصر الله سيؤدي بلا شك إلى تصعيد خطير في المنطقة، وقد تتجه الأمور إلى مواجهة عسكرية واسعة بين حزب الله وإسرائيل، مع احتمالية تدخلات من قوى إقليمية مثل إيران وسوريا، و لبنان سيواجه ضغوطا كبيرة داخليا وخارجيا، وقد تتغير معادلات القوة في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ

فبحسب ما اعلن المتحدث الرسمي للجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري عن تنفيذ عملية دقيقة استهدفت المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت المباني السكنية جنوبي لبنان، ركزت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الغارة تمت باستخدام طائرات إف-35 التي القت قنابل بلو 129 الخارقة للحصون و اعلنت اغتيال نصر الله وعدد من قادة الحرس الثوري في مكان الاستهداف

ادت تلك الغارة الى تسوية ستة مبان بالارض و تدمير ثلاث شوارع بمكان الاستهداف، و وضحت صحيفة نيويورك تايمز انه تم استخدام قذائف متقدمة تفوق الفي طن في عملية الاستهداف و بعد الغارة مباشرة نقلت وكالة تسنيم الايرانية عن مصدر امني ان نصر الله بخير و اعلن مصدر مقرب لحزب الله ان نصر الله لا يزال على قيد الحياة في حين اكد الجيش على اغتياله، لتمر ساعات و يعلن حزب الله عن اغتيال امينه العام إثر غارة اسرائيلية

و بحسب مجلة نيوزويك الامريكية فإن حزب الله اصبح امام خيارين كلاهما سيئ، اولهما الدخول في الحرب و تصعيد الاشتباكات للذروة، و هذا ما سيؤدي لرد فعل هائل من دولة الاحتلال و بالطبع سيطال المدنيين بلبنان، حيث اكد الجيش الإسرائيلي انه مستعد لأي تصعيد

اما الخيار الثاني هو عدم اتخاذ اي رد فعل و الاعتماد على الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة و لبنان و هذا من شأنه ان يجعل الحزب يخسر جميع الجبهات التي شيدها في المنطقة من سوريا الى لبنان

و في كلا الخيارين سيعاني لبنان الذي يمر بأزمات سياسية و اقتصادية كبيرة، اذ ان حزب الله هو جزء اساسي من الحكومة اللبنانية و اغتيال نصر الله سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في جنوب لبنان و ربما في بيروت و المناطق التي يسيطر عليها الحزب

و في حال اختار حزب الله الرد وقتئذ سيتوجب على ايران تزويده بدعم عسكري اكبر او حتى تدخل مباشر عبر وكلاء آخرين مثل العراق و سوريا للرد على اسرائيل، اما تداعيات الاغتيال على حزب الله كمنظمة فنتج عنه ضعف معنوي واضح لعناصر الحزب، فحسن نصر الله بمثابة رمز المقاومة و اغتياله سيمثل ضربة معنوية كبيرة لأنصاره و في ذات الوقت ستحاول اسرائيل تبني اجراءات دفاعية تحسبا لردود فعل انتقامية كبيرة من حزب الله و خيار توجيه ضربة اكبر لحزب الله لتقليص نفوذه في لبنان بشكل نهائي مطروح على الطاولة

بعد مناقشتنا لتداعيات اغتيال حسن نصر الله وتأثيره على حزب الله وقوته، علينا الآن أن نوسع نطاق التحليل للنظر في كيف يمكن أن يتغير المشهد الإقليمي في ضوء هذا الاغتيال، إذا كان غياب نصر الله يمثل تحديا مباشرا لحزب الله، فكيف سيؤثر ذلك على القوى الإقليمية الأخرى التي تعتمد بشكل أو بآخر على دعم المقاومة، مثل حماس؟

دعونا نتحول الآن إلى الحديث عن حركة حماس، التي لها دور كبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونستعرض كيف تأسست، وما هي أهدافها الاستراتيجية، وكيف تفاعلت مع حزب الله وقضايا المقاومة الأخرى

المحور الثالث (حماس شريك المقاومة)

حركة المقاومة الاسلامية المعروفة باسم حماس، تأسست عام 1978 خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى بغزة و تابعة لجماعة الاخوان المسلمون، اسسها احمد ياسين و قاد الحركة منذ بداياتها، تهدف حماس الى تحرير كامل فلسطين التاريخية و إقامة دولة اسلامية فيها كما ترفض وجود الكيان المحتل و تعتبره احتلال غير شرعي لفلسطين

حماس بدأت كحركة دعوية، لكنها تبنت الكفاح المسلح منذ البداية، وخاصة بعد الانتفاضة الأولى. جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، تم تأسيسه في أوائل التسعينات. كان هذا الجناح هو المسؤول عن تنفيذ العمليات المسلحة، بما في ذلك الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين

في عام 2006، فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بشكل غير متوقع، وهو ما أدى إلى توترات شديدة بينها وبين حركة فتح، التي كانت تسيطر على السلطة الفلسطينية. هذه التوترات تفاقمت إلى حد نشوب اشتباكات مسلحة بين الفصيلين في عام 2007، حيث سيطرت حماس على قطاع غزة بعد معارك مع فتح، وأصبحت الحاكم الفعلي للقطاع، بينما سيطرت فتح على الضفة الغربية.

و منذ سيطرتها على غزة شهد القطاع عدة حروب و صراعات مع اسرائيل و الى الان من خلال طوفان الاقصى منذ عام كامل، و منذ التسعينات اقامت علاقة استراتيجية مع ايران و تلقت دعما ماليا و عسكريا و تعاونت مع حزب الله لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي

لكن حماس تمثل التيار السني بينما حزب الله يمثل التيار الشيعي و على الرغم من هذا الاختلاف الطائفي الا ان هناك تعاون وثيق بينهما ضد اسرائيل، سواء أكان بتسليح حماس او تمويلها او تبادل المعلومات الاستخباراتية

و قطعا بعد هذا الاغتيال الاخير سيقل الدعم للمقاومة في غزة هذا الدعم يشمل التدريب و التسليح و الذان يعدان حيويان لفعالية المقاومة في مواجهة اسرائيل، حماس التي تعتمد على الدعم من حزب الله وإيران، قد تجد نفسها في موقف ضعيف إذا تغيرت ميزان القوى في المنطقة بعد الاغتيال، بعض الخبراء يرجحون أن حماس قد تضطر إلى زيادة تواصلها مع الأطراف الإقليمية الأخرى لتعزيز موقفها بحسب منصة لوريان توداي

فحزب الله يعتبر عمودا فقريا لحماس في المقاومة و هذا الاغتيال سيؤثر سلبا على فعالية الحركتين في مواجهة القوة الاسرائيلية الغاشمة

و في الاخير مع اغتيال حسن نصر الله نشهد لحظة تاريخية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع في الشرق الاوسط، هذا الاغتيال ليس مجرد غارة عابرة بل هو علامة فارقة ستتسبب في تشكيل التوازنات في المنطقة بأسرها، فكيف سيؤثر هذا الغياب القيادي على حزب الله؟ وما هي التداعيات على مسار المقاومة الفلسطينية وما يحدث في غزة؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا