امرأة خرجت من منزلة الجاريات ، الي زوجة السلاطين و الملوك ، و كانت من القلة الذين يحظون بعناية و احترام المؤرخين علي مر العقود ، و الذي منحها مزيدا من الاهتمام و الشهرة اكثر من غيرها من زوجات السلاطين و الامراء ، لانها كانت مجرد جارية مجهولة النسب و الاسم ، الي من تحكم مصر في اهم معاركها ، لتفوز بالحرب و تجعل قادة جنودها يكنون لها الاحترام الوقار ، انها شجرة الدر ، التي ستتعرف علي جوانب حياتها المثيرة و الشيقة من خلال متابعتك لهذا المقال حتي نهايته.
من هي شجرة الدر:
هي عصمة الدين ، ام خليل ، هي ارمينيه من اصل تركي ، كانت جارية فاشتراها السلطان ” صالح نجم الدين أيوب ” بعد ان جذبه ذكائها و جمالها ، لدرجة انه اعتقها و تزوجها ، لما كان لها من مكانة خاصة عنده ، و لكنه لم يكن يعرف ماذا ستفعل تلك الحسناء به بعد زواجهما ، تابعونا للنهاية لتعرفو ماذا فعلت ، بعدما زوجهما انجبت منه ابنهما خليل ، ولكنه توفي عام 648 هجريا .
وُلدت شجرة الدر في تركيا وكانت تعتنق الديانة المسيحية ، ولكنها عاشت في القاهرة و كانت تعتنق الديانة الإسلامية ، و السبب في كونها جارية انها اختطفت و تم بيعها مع الجواري ، و عندما اشتراها السلطان تربت علي دين الإسلام ولم تعود الي المسيحية مرة اخري .
اما عن السلطان فقد ترك زوجته التي كانت عالمة ، بعدما وقع في حب شجرة الدر ، التي كانت تتنافس علي ان تكون هي الوحيدة في قلبه بعد وفاة زوجته ، فلم و لن يأتي التاريخ بإمرأة تشبه شجرة الدر ، لانها كانت شديدة الحكمة و الشجاعة و كانت تتميز بعقل مدبر له القدرة علي القيادة و الإدارة ، حتي انها كانت تعلم انها مميزة وكانت تمتلك ثقة عالية بنفسها ، و كانت تَعرف انها الملكة التي تستطيع ان تحكم البلاد ، و ظهر ذلك حينما توفي السلطان ” نجم الدين أيوب ” اثناء الحرب الفرنسية علي مصر ، و اذا تسرب هذا الخبر الي الجنود ، كان هذا كفيلا بإضعاف نفوسهم و هزيمتهم في الحرب .
و لكن شجرة الدر تدخلت سريعا و تولت شؤون الدولة و امرت الجنود في ارض المعركة ، دون ان يعلم أحدا بموت السلطان ، مما اكسبها احترام القادة ورضوا بها سلطانة عليهم ، فأبعدت عن مصر الهزيمة باتخاذها قرارات عسكرية صائبة ، فكبدت الملك لويس التاسع ، خسائر فادحة ، اهمها انه تم اسره لتلعلن بذلك انتصار مصر تحت قيادتها .
نسب شجرة الدر:
حتي الان لا يعرف المؤرخون اصل نسب شجرة الدر ، فيقول بعض المؤرخين انها إما تركية او ارمينية ، و اخرين يقولون بان اصلها يعود الي قبيلة بدوية .
صفات شجرة الدر:
كما قلنا انها تربعت علي قلب السلطان ، فقد كان من صفاتها الخلقية انها كانت تمتلك بشرة بيضاء ، وشعر اسود متدل منها ، و كانت تجيد الغناء و القراءة و الكتابة ، و اهم ما يميزها انها كانت سريعة الفطنة ، شديدة الذكاء ، كانت تتمتع بشخصية حازمة ، وكانت تتبع المنطق فبي حكمها علي الأمور ، بخلاف مثيلاتها من النساء في عصرها ، الذين كانت تتحكم فيهم عاطفتهم و يكبحون عقولهن ، كانت متدينة و ذات صوت عذب .
جلوسها علي عرش مصر :
رأي المؤرحين ان الحكمة و القدرة علي اتخاذ قرارات صائبة في أوقات حرجة ، و قدرتها علي ادارة شؤون البلاد وقت السلم و الحرب ، و غيرها من الأمور التي اثبتت انها تمتلك ذكائا عسكريا يؤهلها لادارة الدفة السياسية ، فقد ظهر ذلك جليا خلال ادارتها للمعارك الصليبية ، بعجد توليها الحكم ، وبذلك أصبحت اول سلطانة في الإسلام ، فكانت تدير الحرب و توقع الوثائق الرسمية المختومة بختم السلطان ، كأنه هو الذي يعطي الأوامر لجيوشه ، فقد اخبرت قلة قليلة من قادة تلك الجيوش بخبر و فاة السلطان ، بالإضافة الي ذلك ، كانت تدخل في ءسير المعارك علي الأرض و تتابع الجنود وسط تعزيزات مشددة ، و كانت ترتب صفوف الجيش بنفسها ، وكانت تنتقل من الدفاع الي الهجوم علي الجيش الفرنسي بين حين و أخر ، لتتمكن بعون الله لها ان تؤسر الملك لويس التاسع قائد الحملة الفرنسية الذين هُزموا ، فكل تلك المواقف مكنتها من احكام سيطرتها علي مقاليد الحكم السبياسية و العسكرية في وقت قصير و في آن واحد .
تنحيها عن العرش :
كانت فترة بقاء شجرة الدر علي عرش الحكم مدة 90 يوما ، فبعد ان اصدر القاضي ” العز بن عبد السلام ” فتوي تفيد بعدم جواز إمارة لمرأة تعلي الرجال ، حتي خرج المصريون في مظاهرات تطالب بعزل شجرة الدر عن الحكم او تقوم بالتنحي تنفيذا لنص الفتوي الشرعية ، فكانت شجرة الدر تتمتع بعقل يوتازن بين الأمور فاختارت ان تولي المملوكي ” عز الدين ايبك ” مقاليد الحكم تنفيئا لمطالب المصريين ، ولكن خلف الستار تكون هي الحاكمة التي تعطي الامر للسلطان المملوكي لتكون بذلكنهي ممن تدير مقالد ىالحكم من جديد ، وكان ذلك من خلال زوتجها مع ” عز الدين ايبك ” ، فكانت بتلك الخدعة الذكية ، قد ضربت عصفورين بحجر واحد ،
فكانةايبك طائشا خفيف العقل ، كان يوجد من هو أكفأ منه للولاية ، و لكن اختارته شجرة الدر لتتمكن من متابعة الحكم حيث كان ايبك لا يصدر قرارا او يقطع بشيء ، الا بعد اخذ المشورة منها ، فقد كانت شخصيتها هي الطاغية .
اغتيال ايبك :
عزمت شجرة الدر علي قتل ” عز الدين ايبك ” بعدما تزوج من ابنة والي الموصل ، فغضبت عليه و قررت قتله ، فكانت تري انها كانت سببا في كل كل الملك و القرارات التي تمتع بها ” ايبك ” ، فدعته ولما جاءها أمرت الجاريات بضربه بالقباقيب الخشبية حتي الموت ، و يقول بعض المؤرخين انها قامت بتسليط بعد الرجال عليه فضربوه في حمامه حتي الموت ، و لكن علي خلاف الروايتين فإنه قتل بإحداهما .
القصاص من شجرة الدر :
حاولت شجرة الدر بشتي الطرق إخفاء مقتل ايبك ، مثل محاولة اظهار الامر انه وقع من علي ظهر حصانه اثناء محاولته الجري به ، ولكن كل محاولاتها بائت بالفشل ، فقد انكشف للماليك حقيقة مقتل ” عز الدين ايبك ” علي يد شجرة الدر ، فاحتر المماليك في امر شجرة الدر ، بين قتلها بنفس الطريقة التي قتلت بها ” عز الدين ايبك ” ام حبسها : و لكن في النهاية اجتمعوا علي قتلها بنفس طريقة قتلها لعز الدين ، فحيسوها فترة في برج القلعة ، ثم قتلت بنفس الطريقة التي امرت بقتل السلطان “ايبك” بها ، فضربت بالقباقيب الخشبية حتي الموت .
لتنتهي بذلك قصة المراة التي كانت في عنابر الجواري ، ثم ارتقت لتكون اول سلطانة تحكم عرش مصر ، و لكن غيرتها افقدتها الكثير ، افقدتها عمرها ، التاريخ لا ينكر ما قامت به في سبيل اعلاء الدولة المصرية اثناء حروبها ضد الصليبيين ، فسيظل التاريخ شاهدا علي تميزها و ذكائها و قدراتها علي إلادارة ، اخبرونا برايكم عن شخصية شجرة الدر ، و هل حقا تستحق كل هذه الشهرة و الاحترام و التقدير .