تجار الأعضاء إستغلوا قيام حرب في دمشق و صنعاء و تاجروا بأعضاء المساكين و الفقراء و صنعوا لهم ثروة من تجارة أعضائهم و كانت وجهة هؤلاء النازحين إلى القاهرة قبل أن ينطلقوا منها إلى أوروبا سماسرة و تجار و ضعفاء نفوس تعاونوا على تهريب الضحايا لإجراء عمليات جراحية لهم بمقابل مادي يكفي لنقلهم لأوروبا فقط و لا يضمن لهم طيب العيش هناك

و خلال رحلة الضحايا من أوطانهم إلى الداخل المصري مروا بالعديد من الصعوبات و العقبات و التي سنوضحها خلال هذا الفيديو أول شخصية معنا في هذا الفيديو تعود لشخص ظهر باسم مستعار تحت مسمى فادي الذي نزح من سوريا إلى قاهرة المعز هروباً من الصراع القائم في بلده و بحثا عن معيشة كريمة بالإضافة لجمع أموال لإخراج عائلته من سوريا

فقال ان المال الذي حصل عليه من السماسرة كانت غير كافية لإحضار باقي أفراد أسرته فعرضوا عليه فقط سبعمائة دولار و أخبروه أنه لا توجد أوراق أو أية ضمانات لإجراء تلك العملية و هناك أيضا شخصية أخرى في ذلك الفيديو و هو نازح يمني يدعى طامش الذي خرج من اليمن منذ عام ألفين و سبعة عشر بعد أن عمل و درس في دولة السودان و لكن منذ خروجه من اليمن و هو متوترُ من جراء الأحداث و الصراعات الواقعة في تلك المنطقة فانتقل إلى مصر و عمل في مطعم بأجر خمسون جنيها خلال اليوم مقابل إثنا عشر ساعة من العمل المتواصل

و لكنه في النهاية ترك هذا العمل و ازداد يأسه و فكر كثيراً في الإنتحار و على الجانب الآخر كان فادي قد خرج من سوريا متوجهاً للسودان و كان يعاني من المعيشة الصعبة و عمل في وظيفة في مصر بمقابل خمسة و عشرون جنيها من عمل إثنا عشر ساعة كان يقطتعها من أجل توفير مبلغ يرسله إلى أهله أو يستطيع من خلاله أن يخرجهم من الداخل السوري

و لكنه في النهاية قرر أن يبيع إحدى كليتيه من أجل إخراج أهله و هذا ما فعله سوريون آخرون لينقذوا أهلهم من فقر و صراعات فتشير الإحصائات أن عدد السوريون الذين تبرعوا بأعضائهم وصل إلى خمسة عشر ألف نازح خلال السنوات الأخيرة أي منذ إندلاع الحرب فعندما حدثت الأزمة السورية كان هناك إنفلات أمني بالإضافة إلى الوضع المزري للإقتصاد فأصبح السماسرة يستغلونهم فكانت عمليات البيع و الشراء منتشرة بدون رقيب ولا حسيب مقابل بعض من المال يكفي لانتقالهم من تركيا الى أوروبا فقط

فر اليمنيون من وطنهم بسبب حرباً كانت المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة طرفان فيها تحت مسمى التحالف العربي و بسبب هجرة اليمنيين إلى مصر أغرى التجار هؤلاء النازحين بالمال لبيع أعضائهم بسبب سوء الوضع المالي الذي يمرون به و استغل التجار ثغرة في مادة في القانون المصري تتيح نقل الاعضاء البشرية بين أصحاب نفس الجنسية الاجنبية و يكون النقل من خلال طلب من سفارة المتبرع و المتلقي

لذلك كان لزاما على التجار أن يتأكدوا من أن كافة الاوراق مطابقة للقانون و بالطبع لم يكن هذا ما يريده التجار لذلك إتجهوا إلى تزوير تلك الاوراق و كانت تلك الإجراءات صعبة للغاية بسبب إعلان الرقابة الإدارية أواخر عام ألفين و ستة عشر عن سقوط شبكة ضخمة للتجارة في الأعضاء البشرية

فقام التجار بتزوير أوراق من ذات جنسية المتبرعين تثبت قرابتهم للمتلقين و هذا غرضه تسهيل عملية نقل الأعضاء وبالعودة لطامش نجد ان التجار ساعدوه في تزوير أوراق تثبت ان المتلقي فتاة من أفراد عائلته و لكن في الواقع هيي لا تمت له بصلة و لكن طامش لم يكن يعتبر نقل أعضائه بمثابة تجارة و لكنه إعتبرها مساعدة لأنسان يريد هذا العضوم ليمارس حياته بشكل طبيعي و في المقابل هو سيساعد طامش بالمال الذي يحتاجه للعودة إلى اليمن

و في الوقت نفسه نجح فادي في الوصول إلى تاجر و إتفقا على نقل إحدى كليتيه مقابل إخراج أسرته من دمشق و إتفقا على تقاضي مبلغ سبعمائة دولار و لكن هذا المبلغ يكفي لإحضار والداه فقط و هذا هو الوتر الذي عمل عليه التجار و هو إستغلال حالة النازحون و الوصول بهم إلى أقل مبلغ و ذلك لمعرفتهم بضيق حالهم و سرعة تحقيق مطالبهم لذلك كان التجار يعرفون أماكن تجمع النازحون و يغرونهم بالمال مقابل الحصول على أعضائهم

و فادي هو الآخر كان يشارك طامش نفس نية البيع و هي مساعدة المتلقيين في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مقابل ان يحصل على مال يستطيع من خلاله جلب اسرته من دمشق و بغض النظر عن حقيقة هذا الإعتقاد وهل هذا الحديث مجرد خنق للضمير او تحليل ما يفعلونه ففي آخر الأمر كان الإثنان يعتقدون أنهم يساعدون شخصاً مقابل حصولهم على منفعة متبادلة

و الأمر يبدأ من خلال نشطاء في الجاليتين على علم ببيانات باقي الأفراد و يصلونهم بالتجار للتسريع و التسهيل من عملية نقل الأعضاء أو بالأحرى بيع الأعضاء و هذا يفتح الباب أيضا لاستغلال هؤلاء النشطاء للحصول على البيانات التي يملكونها بهدف الوصول للمتبرعين بشكل أكثر فاعلية و من أجل التفاعل معهم بشكل أكبر و مفاوضتهم بشكل أوسع وهذا ما يجعلنا أمام مؤسسة لنقل و بيع الأعضاء و ليس فقط مجرد أشخاص

و هذا ما يجعل السلطات الأمنية داخل جمهورية مصر العربية أمام تحدي كبير لمواجهة هذا النوع من العمل وهذا ما جعلهم أمام مسألة أمن قومي و تواجه هذه التجارة إهتماماً كبيراً من قبل الجهات السيادية العليا داخل جمهورية مصر العربية و في النهاية نجح طامش اليمني في بيع إحدى كليتيه في حين واجه فادي بعض الأزمات بسبب إستغلال التجار لحالته و عرضهم عليه مبلغ قليل و يوجد الآلاف من النازحين الذي يسلكون مسار طامش و فادي و خصوصا بعد تفاقم الأزمة داخل السودان و جميعهم يهدف لبيع جزءاً من أعضائه لإنقاذ باقي الأعضاء و في النهاية فإن تجارة الأعضاء محرمة شرعاً و لكن الظروف غالباً ما تحكم في مثل تلك الحالات أخبرونا برأيكم حول هذا الموضوع و اسباب مواجهته.