السبت, ديسمبر 7, 2024
No menu items!
الرئيسيةدراساتهل أصبحت أقرب مما نتخيل؟

هل أصبحت أقرب مما نتخيل؟

حياة البشر معادلات شديدة التناقض وأسرار غامضة يتسبب فيها هذا الكائن الذي يجمع بين التحضر والهمجية، الرقّي وقمة الأنانية، تعمير العالم وزرع بذور فنائه في الوقت نفسه! إنه الجاني الذي يلاحقه الجميع بأعين اللوم لأنه يحرق نفسه بنيران صديقة. برع الإنسان في تطوير حياته ومنح نفسه أنواعا من التسهيلات التي فاقت التصور فجعلت من العالم قرية صغيرة تعج بالجديد ويتسارع فيها كل شيء.

مدن عملاقة تعانق ناطحاتها السحاب، شوارع ملأى بالمرافق، مراكز تسوق كبرى، مولات و تجمعات سكنية كلها يسير وفق أنظمة دقيقة وبرامج تحاكي الذكاء البشري. وبالمقابل أمراض خطيرة متفشية هنا وهناك، نواتج من الملوثات تخنقنا وتجعل سماء العالم داكنة كئيبة ناهيك عن الأزمات والحروب وصراعات البقاء، والأشد من هذا وطأةً ظاهرة الاحتباس الحراري التي أحدثت اختلالات بيئية في قمة الخطورة! لقد أصبح العالم اليوم يواجه أزمات بيئية تهدد تواجدنا على هذا الكوكب.

كما أن الكون مهدد بأشرس أنواع التحولات التي من المحتمل أن تمحو مدنا بل و دولا كاملة من الخريطة في غضون سنوات معدودة. فهل يا ترى قد اقتربت النهاية؟ هل نحن على مقربة من اندثار كلي للعالم؟ هذا ما سيصفه لك الفيديو بالتفصيل مع حقائق قد لا يمكنك استيعابها بسهولة.

منذ أول خطوة للإنسان على ظهر الكرة الأرضية عاش تغيرات كونية قد يكون جُلّها غريبا أو مرعبا يهدد وجوده، فقد وصلت إلى أسماعنا قصص كثيرة حول مدن طمست عن آخرها، وكنوز غارقة، إضافة إلى مدن اختفت عن الوجود بالكامل. ومن أكثر المسببات الزلازل والبراكين المدمرة والتحولات المناخية الكبرى التي أتت على أخضر الأرض ويابسها. وهذا ما قد ينهي وجودنا يوما ما حسب التنبؤات نتيجة عبث الإنسان ببيئته وتطاوله على معادلات توازنها. سنة 2015 كانت موعدا حاسما جمع قادة العالم لتدارس أمر خطر تلوح بوادر تفاقمه في الأفق.

إنه ظاهرة الاحتباس الحراري الآخذة في التفاقم. وقد تعهدت كل دولة بتقليص الأثر السلبي الذي تسهم به في تزايد الظاهرة وأثرها المدمر. لقد أصبحت الأرض بمثابة قنبلة مثقلة بالغازات و السموم تدخل إليها الأشعة الحرارية ولا تغادرها بعد هذا لتراكم أكسيد الكربون مما أدى إلى احتقان يمكن في أي لحظة أن يؤدي بالكون إلى الانفجار!  

مع إشراقة كل يوم جديد يزداد تشبع الغلاف الجوي بالسموم وتزداد حاجتنا إلى هواء نقي خال من الملوثات،  ويزداد الأمر سوءا وتفاقما لدرجة جعلت المخاوف والشكوك تتجدد كل لحظة! حيث أجمعت التقارير أن السنوات القادمة ستكون أكثر الفترات المليئة بالكوارث ومنها المجاعات والفقر المائي والحروب بسبب هذه الظاهرة التي نشأت جراء سطوة الإنسان وجشعه.

سيكون العالم خلال سنوات حلبة صراع من أجل البقاء ويكون الماء أحد المحاور الجوهرية للصراع كما حدث في غابر السنين! هذا ليس إلا جزءا من الحقيقة المرة التي تدفع الشعوب الفقيرة ثمنها فيما ينجو المتسبب الأول و هو أمريكا والدول المتحضرة التي تسهم ب95% من الممارسات المؤدية للاحتباس الحراري وآثاره المدمرة. تتسارع الأبحاث والنظريات التي تدرس هذه الظاهرة بشكل رهيب يحمل معه الكثير من التخوفات والترقب الحذر الذي لا يخلو من محاولات يائسة لاحتواء الموقف أو على الأقل تقليص مخاطره.  

ستشكل الحروب أحد أهم النتائج الكارثية لأزمة الاحترار العالمي حيث يجمع الخبراء الاستراتيجيون أن السنين القادمة ستشهد تغييرات جذرية لخارطة العالم! قد تكون مدينتك إحدى المناطق المرشحة للاختفاء الكلي، وقد تكون دولتك مرشحة لنشوب الحروب والصراعات الداخلية، فكل العالم معني دون استثناء بالتنامي الرهيب للكارثة!

لقد كشفت وكالة ناسا عن خبر صادم يفيد أن الجزيرة العربية ستعرف أشد فترات الجفاف التي عاشتها منذ ألف سنة. كما تمكن العلماء من رصد عدد رهيب من النقاط السوداء والرمادية من الفضاء والتي تمثل نقاطا جغرافية مقبلة على التصحر الكامل.

موجات حر شديدة تكتسح كلا من الجزائر والسعودية وغيرها من الدول العربية ستجعل من الدرجة 50 مئوية قراءة تتكرر ضمن نطاق يومي. سيؤدي الاحتباس اللعين إلى غيوم أقل على جبال طوروس مما يعني نسبة أمطار أقل وجفافا مرتقبا لنهري دجلة والفرات.

تواجه الدول العربية خطرا داهما وتناميا مستمرا لآثار الاحترار العالمي أدت لتصنيف دولة الأردن كرابع دولة من حيث الجفاف في العالم، ولك أن تتصور مدى خطورة الأمر. خاصة وأن المجاعات هي السبب الأبرز في نشوب الصراعات الداخلية كما حدث في دارفور وغيرها من نقاط الصراع العربي و العالمي. يرتقب خلال  13 عاما حسب ما يعتقده الخبراء والدارسون أن كلا من الجزائر وتونس والكويت وعدن والدوحة ستدخل في مرحلة فقر مائي شديد!

سخونة لم يسبق لها مثيل منذ 800 ألف سنة ناتجة عن استخدام  الوقود الأحفوري في المصانع والسيارات ومولدات الطاقة، تنبعث غازات أكسيد الكربون نحو الفضاء مشكلة ما يعرف بالصوبة الزجاجية وهذا ما يؤدي  إلى لهيب جوي من خلال الاحترار العالمي والذي يؤدي بشكل آلي إلى منع تساقط الثلوج بالكميات الكافية مغيرا بذلك التوازن الرباني الذي منحه الخالق للطبيعة لتعبث بها يد البشر المتطاولين.

الخطر الداهم الآخر والأكثر فتكا بالدول هو الغرق الذي يمثل تداعيا كارثيا لمشكلة الاحتباس التي تؤرق العالم. توجد في العالم قارات كاملة تتشكل من كتل ثلجية عملاقة تشكل جزءا كبيرا من مساحة اليابسة و سيؤدي ذوبانها المتسارع إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات. حيث يتنبأ العلماء أن دلتا مصر ستغمره المياه بعمق 20 إلى 40 كيلومترا وأن مدينة الاسكندرية ستكون في عداد المدن المندثرة بالكامل بحلول نهاية القرن كما سينتهي الحال بكل  تونس العاصمة، طرابلس، عدن، الكويت، بغداد، دبي و الدوحة.

وكما كان الخلاف على المياه في الخمسينيات سببا في اندلاع حرب الأيام الست عام   1967   عند محاولات إسرائيل لتحويل مسار نهر الأردن ،  ظهر إلى الواجهة نزاع تاريخي بين سوريا وتركيا  بسبب مياه الفرات إضافة إلى صراع مصر وأثيوبيا حول مياه النيل. يجمع العلماء على احتمالية قوية لنشوب نزاعات أخرى في الوطن العربي حول المياه مع تداعيات مجتمعية وسياسية خطرة. و يتجاوز الأمر الدول إلى صراعات في نطاق داخل الدول نفسها فتتفشى البطالة والجرائم والقلاقل وما يعرف بالهجرة المناخية الناتجة عن الجفاف وملوحة التربة. عزيزي المشاهد، إذا كنت من عشاق القهوة والشوكولا فلا تتردد في إشباع هذا النهم الآن. لأن الأيام لن تضمن لك هذا النعيم الدائم! ستنقرض محاصيل الكاكاو الممتدة عبر نطاق جغرافي مترامي الأطراف عبر العالم وتختفي مناطق زراعية كبرى  أخرى من على ظهر اليابسة، لن يكون هناك وجود للزرافات ولا الحيتان والفيلة والسلالات النادرة التي تجعل من الكرة الأرضية جنة غناء يسودها التناغم والانسجام ويكون العالم صورة مختلفة تماما عما تراه الآن. من المؤسف سماع كل هذه الخفايا المثبطة والمثيرة للإحباط عن مستقبل كوكبك. فهل ياترى ستكون هذه التنبؤات حقيقة  في يوم من الأيام أم أنها مجرد اجتهادات قد يخطئ جلّها؟

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات